ناصر عراق

المرأة تخترع المستقبل

الأربعاء، 28 مايو 2014 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنًا فعل أصدقائى وزملائى فى «اليوم السابع» حين صاغوا العنوان الرئيسى للجريدة أمس كالتالى (تحيا الستات.. المرأة تسيطر على طوابير الانتخابات فى اليوم الأول وتحدد مستقبل مصر).

لماذا؟ لأن الصور أوضحت بجلاء حجم المشاركة الكبيرة للمرأة فى هذه الانتخابات، وأنها تتفوق على الرجل فى الحضور والكثافة، لذا استحقت التحية والثناء، لكن السؤال: لماذا حرصت المرأة المصرية على النزول والمشاركة بهذه الصورة المذهلة؟، والأغرب أن نسبة كبار السن من السيدات كانت لافتة للنظر.. فى ظنى أن الإجابة الصائبة تكمن فى أمرين.. الأول أن المرأة بطبيعة الحال إلى الاستقرار والهدوء أقرب، وبالتالى فالنزعة التى تميل إلى استعادة الأمن وضبط الأوضاع تتجلى بوضوح فى الجهاز النفسى للمرأة.

أما الأمر الثانى الذى يدفع المرأة إلى المشاركة بكثافة فى التصويت لاختيار رئيس جديد لمصر فيتمثل فى كونها ربة البيت التى تشقى منذ عقود لتوفير حياة كريمة ولائقة، وقد لاقت الأمرّين منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب اضطراب الأوضاع التى تحدثها أية ثورة، فما بالك وقد فجرنا ثورتين لا ثورة واحدة!

إن المرأة تنشد دومًا الأمان كى تستطيع تربية أبنائها بعيدًا عن الضغوط والمصائب، ولأنها شهدت فى الأعوام الأخيرة ما لا يحصى من الكوارث فى حقها وحق بلدها، فقد سارعت إلى صندوق الانتخاب لتختار الأمان المفقود، وتخترع المستقبل المنشود، فلا يهم المرأة – أو الأنثى بشكل عام – سوى تربية أبنائها فى مناخ آمن وطبيعى، يحفظ لها سلامة الأبناء، ويوفر لهم سبل النمو بدون مشكلات أو عوائق.

اللافت أن مقاطعة الانتخابات – معظم الذين أبوا المشاركة من الشباب – تطرح سؤالًا بالغ الأهمية: لماذا ننجح نحن المصريون فى «الهدم» ونحتشد بالملايين فى «الإزالة»، ونخفق كثيرًا حين يحين وقت البناء؟، لقد خرجنا بالملايين «لنهدم» نظام الطاغية حسنى مبارك، وخرجنا بملايين أكثر «لنزيل» نظام محمد مرسى المتخلف، لكننا لم نوفق بما يكفى فى الحشد للشروع فى البناء بكل أسف‪.‬. سؤال مطروح لك ولعلماء الاجتماع والسياسة.

أما أنت يا سيدتى الجميلة.. أيتها المرأة المصرية العظيمة، فطوبى لك لأنك تعلمينا باستمرار كيفية اختراع المستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة