أكرم القصاص - علا الشافعي

الانبا ارميا

"چاك"..أن يكون لحياتك معنى

الجمعة، 25 أبريل 2014 09:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وفى الحياة يسعى الإنسان لتحقيق أهدافه؛ ومع ما يمر به من أحوال قد يعدِّل أهدافه. إلا أن من يسعى نحو هدف ومعنى لحياته لا يتوقف أبدًا، إذ تسرى في أعماقه قوة الحياة التى وضعها الله فيه.

إليك قصة رجل أعمال أراد أن يكون ناجحًا؛ على ما فيه من أحوال قاسية ألمَّت به. لم يكُن "چاك" مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان يتسم باتساع أفق كبير وثراء فكرى عريض بسبب اطلاعاته الثقافية والحضارية الواسعة، وزياراته لبلاد كثيرة.

وكان أيضًا من هؤلاء الناجحين الأقوياء، الذين اعتادوا أن يرفعوا ممن حولهم ويدعموهم ليتقدموا ويُحرزوا النجاح.

وفى يوم من الأيام، تعرض "چاك" لحادث مروع، كاد أن يودى بحياته، وانتهى به إلى فقدان ساقيه، وذراعه اليسرى، وثلاثة أصابع من يده اليمنى؛ فلم يتبقَ له إلا إصبعان! سبَّب هٰذا الحادث المروع له حالة اكتئاب شديدة استمرت عدة أشهر، وبدأت ملامح اليأس تتسرب إلى نفسه ظانًا أنه لا يصلح لشيء. إلا أنه بدأ ينظر إلى حياته السابقة، والنجاح الذى حققه، والأهداف التى يسعى لأجلها، وبدأ الأمل يدِبّ فى حياته وفكره، وقرر ألا يتنازل عن الهدف والدَّور الذى وضعه لنفسه في تحقيق النجاح وإسعاد من حوله.

ففكر كيف يمكنه أن يساعد المحيطين به مع ما فيه من عجز، وقرر أن يكتُب خبراته لأشخاص يساعدهم بها على تخطى آلامهم، ويمنحهم رجاءً ونجاحًا في الحياة. ووقع اختياره على أحد سجون الرجال في ضواحى مدينته. وبدأ "چاك" في الكتابة، مع ما يعانيه من آلام لاستخدامه أُصبعين فقط، ومعرفته بأنه لن يتلقى ردًّا على رسائله؛ حيث إن قوانين السجن تمنع المساجين من إرسال خطابات إلى الخارج، ولٰكنه عزم كل العزم أن يساعد من حوله. كان يكتُب كل يوم رسالة طويلة واضعًا فيها خبراته العميقة وأفكاره محاولًا أن يبُث الأمل في قلوب هؤلاء المساجين ليعودوا إلى الحياة بنجاح.

ولم يكن يتلقى أىّ رد على رسائله، لكنه استمر فى أداء مهمته التي يؤمن بها بكل جد واجتهاد. حتى مرت شهور عديدة، ووصلته رسالة قصيرة من أحد المسئولين في السجن نيابة عن المساجين يقول فيها: "نرجو منك أن تستعمل أفضل نوع من الورق والحبر تستطيع الحصول عليه؛ فإن رسائلك يقرأها الرجال ويتناولونها جميعًا من زنزانة إلى أخرى، حتى بلِى الورق تمامًا".
لقد أراد "چاك" أن يكون رجل أعمال ناجح يساعد من حوله واضعًا آثارًا يهتدى بها الآخرون فى حياتهم. كان يمكنه أن يستسلم ويصير ناقمًا على الحياة ومن حوله، لٰكنه سار نحو هدفه: "أن يكون لحياتى معنى". ولم يتوقف أو يستسلم، بل استمر بقوة شحن عجيبة أثرت فى حياة الآخرين. يقولون: "إذا أردتَ أن تصل إلى هدفك وجدتَ وسيلة، وإذا لم ترغَب وجدتَ عذرًا.". لذا، عبر رحلة الحياة، وأنت تسعى فى الطريق نحو تلك الأهداف التى رسمتها لحياتك: لتكن لك الرغبة الحقيقية فى تحقيقها؛ فكلما ازدادت رغبة الإنسان وحماسه للوصول إلى تحقيق تلك الأهداف، سعى وبحث عن الوسائل المتاحة لبلوغ هدفه، بل في كثير من الأحيان يبدع في إيجاد هٰذه الوسائل. أمّا إذا اختفت الرغبة، تجده يسرد لك قائمة من الأعذار والمبرارات لعدم إمكانية تحقيق الهدف المنشود. أعتقد أنه يجب أن تكون الحياة رحلة تصطبغ بالصدق، وبخاصة مع أنفسنا، حتى نستمتع بتحقيق ما نرغبه من تميز ونجاح فيها. وعن الحياة ما زلنا نُبحر.

* الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأُرثوذكسيّ.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

aid

حكمة رائعة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

ماذا تريد منى يارب ؟ سؤال جاوب علية يوسف الصديق فى الرحلة من الظلم والاضطهاد الى النجاح

عدد الردود 0

بواسطة:

بنتعلم

انا حد ضربنى قلم لما قريت الكلا مده

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة