إضرابات بريئة

الذين ينظرون إلى المطالب الفئوية باستعلاء ويتهمون أصحاب المظالم بالعمالة والمؤامرة لم يستوعبوا الدرس بعد، ويفكرون كما كان يفكر نظام مبارك فى سنواته الأخيرة، نعرف أن الظروف الاقتصادية للدولة سيئة للغاية، ولكن هل ستنهار مصر وتضيع هيبتها لو تحقق العدل، والتزمت الحكومة بتعهداتها تجاه مواطنيها من العمال والموظفين هنا أو هناك، هل تحقيق شعارات يناير صعب إلى هذه الدرجة؟! نعرف أيضا أن الإرهابيين يتربصون فى كل مؤسسات الدولة، وأن الإخوان لن يهدأ لهم بال حتى ينتقموا من الشعب الذى لفظهم وطردهم من التاريخ، ولكن التضخيم فى دورهم داخل هيئة النقل العام، وفى المحلة على سبيل المثال ضار جدا، وأعتقد أن تأثيرهم محدود ولا يستطيعون ترتيب إضرابات فى أماكن مشهود لأهلها بالوطنية مثل شركة المحلة، أهلها الذين بدأوا قبل غيرهم الثورة على الاستبداد، يجب حل مشاكل الناس أولا قبل اتهام أحد.
الدولة فى معركة عظيمة ضد الإرهاب وستحسم بإذن الله لصالحها ولصالح مصر، وتحقيق مطالب الناس سيقوى موقفها، والزعابيب الإخوانية ستنتهى عندما يتم تحقيق العدالة الاجتماعية. نظام مبارك ضخم فى صورة الإخوان حتى صدقوا ذلك، وصدق الغرب، وبعد تجريبهم وفشلهم تبين أنهم مجرد تجار يحاولون حاليا فرملة الخسائر، هم أشباح تحارب دولة، هم يفضلون العمال الأتراك والماليزيين، لم يرفع أحدهم يوما ما شعار صنع فى مصر، هم ضد القطاع العام، مشغولون بالقتل فى هذه المرحلة أكثر فلا تمنحوهم شرف قيادة الاحتجاجات الفئوية.