ناصر عراق

«نوح».. الممنوع مرغوب!

الجمعة، 14 مارس 2014 04:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بصراحة.. ومع كامل احترامنا للأزهر الشريف بوصفه مؤسسة دينية وسطية تحارب التطرف، وتدعو إلى الرشاد بالتى هى أحسن.. أقول.. بصراحة علينا الاعتراف بأن المسؤولين عن الأزهر الشريف قد خانهم التوفيق هذه المرة حين قرروا منع عرض فيلم «نوح» فى مصر!

بصراحة أكثر.. أغلب الظن أن السادة أعضاء لجنة المنع قد تجاوز عمر الواحد منهم خمسين عامًا على الأقل، لأن حكاية المنع هذه مرتبطة بالثقافة القديمة قبل أن تظهر الوسائط التكنولوجية المذهلة التى اقتلعت منطق المنع من جذوره، وألقت به فى غياهب الماضى!

لا أعرف ماذا يقول الأزهر الآن وقد شاهد أكثر من 100 ألف شخص لقطات من فيلم «نوح» على موقع اليوتيوب؟ «أفتح هذا القوس لأخبرك بأننى أكتب هذا المقال بعد أن شاهدت نحو أربعين دقيقة من الفيلم على الموقع نفسه»! وفى اعتقادى أن معدل زيادة المشاهدة سترتفع بين لحظة وأخرى عملًا بالحكمة القائلة «الممنوع مرغوب».

حسب علمى، فإن أول قرار للأزهر بالمنع كان حين حاولت شركة سينمائية أجنبية فى منتصف عشرينيات القرن الماضى إنتاج فيلم عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد رشحت الشركة يوسف وهبى للقيام بالدور، لكن الأزهر تدخل وأصدر فتواه/ قراره بمنع تجسيد الأنبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة على الشاشة أو المسرح!

فى ذلك الوقت لم يعترض أحد، لأن التكنولوجيا كانت فى طور المهد لم تقو وتتوحش، وتصبح ذات سطوة مخيفة «تذكر أن مبارك ومرسى سقطا بمعاونة أبناء التكنولوجيا الجبابرة.. الفيس بوك والتويتر والموبايل»، أما الآن، فقد قضى على غول المنع إلى الأبد، وأصبحت حكاية المنع مدعاة للسخرية والتندر، فكيف واتت الجرأة مشايخ الأزهر الأجلاء فى اتخاذ هذا القرار الذى يخاصم العصر، ويعود بنا إلى أزمنة سحيقة كان فيها الناس عبيدًا للسلطة بكل أشكالها؟

ألا يعرف الذين قرروا منع «نوح» أن السينما الأجنبية قدمت شخصية المسيح عليه السلام غير مرة، وأن هذه الأفلام متاحة على اليوتيوب، وبعضها عرض فى القاهرة؟ ألا يدرى أصحاب المنع والتحريم أن الأنبياء إبراهيم ويوسف وموسى عليهم السلام قد أطلوا علينا من الشاشات الكبيرة والصغيرة فأوقدوا فى صدور المشاهدين قناديل النور الروحانى، وعززوا إيمانهم بأديانهم؟ ألا ينتبه أولئك المانعون إلى أننا غدونا فى عصر الصورة، وأن تأثيرها مذهل ومدهش، خاصة على الذين انقطعت الصلة بينهم وبين الكلمة المكتوبة؟
أما الغريب، فإننا لم نسمع أى اعتراضات على فيلم «نوح» من المسيحيين أو اليهود، لا فى مصر ولا فى العالم! فهل أراد الذين منعوا أن يبلغوا سكان الكوكب رسالة مؤسفة فحواها أن المسلمين مازالوا يقفون على شاطئ الرقابة والمنع والتحريم للأعمال الإبداعية؟
من فضلكم.. ارحمونا من حكاية المنع هذه!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

انا شايف فيلم نوح فيلم وثائقى اذا التزم الصدق فلا مانع من عرضه - لماذا كل هذه الضجه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

hassan

فطرة الله التي فطر الناس عليها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة