ناصر عراق

الإخوان والجوع الإعلامى!

الأحد، 02 فبراير 2014 08:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو لى أحيانا أن إصرار جماعة الإخوان على التظاهر والتخريب وحرق الأشجار «مثلما حدث أمس الأول الجمعة فى المطرية وأرض النعام وبعض أحياء الإسكندرية»، أقول يبدو لى أن هذا الإصرار يعود فى جزء منه إلى أن الجماعة تعانى من حالة جوع شديد إلى الظهور الإعلامى، وأن الحاجة إلى سد هذا الجوع باتت ملحة جدًا بعد التخمة الإعلامية التى نعموا بها طوال عام كامل فى السلطة.
أظنك تدرك بطبيعة الحال أن الجماعة تبحث عن نقطة دم لتقوم بتصويرها وترويجها فى القنوات المشبوهة والجهات المتربصة، وأتخيل أنك تعلم أن الحجم الحقيقى للجماعة فى تناقص مستمر، إما بسبب إحجام أعضائها وأنصارها عن المشاركة خوفا من قوات الأمن، أو قناعة بأن المظاهرات التخريبية لن تجدى ولن تعيد مرسى إلى كرسى العرش، وإما لأن كثيرًا من أولئك وهؤلاء قد تم القبض عليهم وينتظرون المحاكمة.
يرتكب شباب الجماعة حماقة كبرى إذا اعتقدوا أن مظاهراتهم المصحوبة بتخريب وتدمير سوف تؤدى إلى التفاف الشعب حولهم ومؤازرتهم، حتى يتم لهم المراد ويعيدوا الساعة إلى الوراء. هذا الاعتقاد الفاسد ينم عن جهل بحقائق السياسة والتاريخ والمزاج النفسى للجماهير الغفيرة، فقد أيقن الشعب المصرى الآن أن الجماعة لا يهمها سوى السلطة، والسلطة فقط، لا دين ولا عدل ولا يحزنون!
اللافت للانتباه أنه كلما توغل الإخوان وأصدقاؤهم فى التخريب والتدمير وتكدير الناس كلما انصبت عليهم اللعنات من قبل الشعب، وليت الواحد منهم يجلس على مقهى أو يسير فى سوق ليسمع بأذنيه سيل السباب الذى يكيله الملايين للجماعة وغلمانها!، إن ما اقترفته الجماعة أمس الأول من مظاهرات عنيفة تؤكد أنها فقدت تمامًا بوصلة التواصل مع الناس، وأنها لا تعرف شيئا بالمرة عن المزاج الجماهيرى لعموم الشعب المصرى، ذلك أن الملايين من المصريين قد أصابهم ما يمكن تسميته «الإنهاك الثورى» بسبب استمرار المظاهرات والاحتجاجات بامتداد ثلاثة أعوام، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى أن تبحث الناس عن هدنة من العمل السياسى ليلتفتوا إلى شؤون حياتهم اليومية، ولعل ذلك يفسر الإجماع الكبير حول الدستور الذى أقر مؤخرًا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة