ناصر عراق

الغرب والندية فى التعامل!

الإثنين، 10 فبراير 2014 06:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سألنا بالأمس كيف يمكن لنا أن ندير العلاقة الحساسة والحرجة مع القوى الكبرى دون أن نفقد استقلالنا؟، ودون أن نخسر المعارف والعلوم والتكنولوجيا الغربية؟ وكان السؤال بسبب انتقادات البرلمان الأوروبى للحكومة المصرية التى تغالى فى استخدام قبضة الأمن فى محاربتها للإرهاب!.

كما تعلم فإنه ما من بلد فى العالم الآن قادر على العيش منعزلا عن محيطه الإقليمى والدولى، بسبب التطورات الاقتصادية المذهلة وتبادل السلع من جهة، علاوة على سهولة المواصلات والاتصالات من جهة أخرى، وبالتالى عليه أن يعمل جاهدًا كى يحافظ على إرادته السياسية واستقلاله الوطنى إذا كان من بلدان العالم الثالث، ومصر منذ سقوط الحضارة الفرعونية قبل أكثر من ألفى عام لم تكن أبدًا من بلدان العالم الأول الذى يملك القوة والمال والسلاح!.
إن تاريخنا القريب يؤكد أننا قادرون على التعامل بدرجة لا بأس بها من الندية مع القوى الكبرى (لا تنس إسرائيل المزروعة على حدودنا الشرقية من قبل تلك القوى)، وتاريخنا القريب أيضاً يحمل ذكريات مهينة عندما انصاع حكامنا للأمريكان وحلفائهم، وعليه تستطيع مصر أن تحقق قدراً معقولاً من التعامل بندية مع الغرب إذا امتلك نظامها السياسى الجديد الإرادة والرغبة والإصرار على أن يتبوأ بلدنا المكانة التى تليق به.

لا يغيب عن خاطرك أنه ما من نظام سياسى قادر على تحقيق النجاح والاستمرار والاستقلال الوطنى إلا إذا وفر لشعبه العدالة والحرية، ونحن للأسف الشديد ابتلينا بحكام بؤساء على مدى أربعين سنة داسوا العدالة واغتالوا الحرية، لكننا نأمل بأن الشعب المصرى الفذ الذى أشعل ثورتين وطرد رئيسين مستبدين يمتلك طاقات جبارة فى فرض أحلامه على النظام الجديد الذى بدأت ملامحه تتشكل الآن.

فليكن تطوير التعليم وتحقيق العدالة الاجتماعية وإرساء دولة القانون هى مشروعاتنا الأولى التى نتكئ عليها لتصبح مصر بلدًا مكينا يصعب على الكبار إهانته أو ابتلاعه، وفى الوقت نفسه ينبغى ألا نتوقف عن الاستفادة والاستزادة من المعارف المدهشة التى بلغها الغرب، عسى أن نلحق بركب الحضارة فنخترع ونبتكر مثلهم، حتى لا نظل عالة على هذه الحضارة.. نستهلك ثمارها فى البداية، ثم ننصاع فى النهاية!.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة