ناصر عراق

عام على عطر الأحباب

الجمعة، 12 ديسمبر 2014 04:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يوم الجمعة 13 ديسمبر من العام الماضى صدر للمرة الأولى باب «عطر الأحباب» وقد اتفقنا، الأستاذ الصديق خالد صلاح رئيس التحرير وأنا على أن يكون هذا الباب واحة طيبة نطل منها على أجمل ما أبدعه المثقفون والفنانون المصريون الأوائل فى المجالات كافة، وبالفعل حافظ هذا الباب على هويته طازجة حيوية بامتداد سنة كاملة!

كما كتبت مرارًا أن القرن العشرين شهد حدثين بالغى الأهمية فى حياتنا: الأول ثورة 1919 التى دفعت المصريين إلى اكتشاف أنفسهم وتأكيد مفهوم الشعور الوطنى، بعد أن كانت مصر مجرد ولاية تابعة للدولة العثمانية ضمن ولايات أخرى، فجاءت هذه الثورة العظيمة ليكتشف المصريون أنهم أبناء وطن عظيم ذى تاريخ عتيد، فلا يصح أن يكابدوا التهميش والإهمال، وأن يكونوا تحت إمرة حاكم من بلد آخر حتى لو كان يعتنق الديانة السائدة نفسها!

أما الحدث الثانى المهم فهو ثورة يوليو 1952، والتى أكملت ما أخفقت فيه ثورة 1919 وأعنى طرد الاحتلال الإنجليزى وإنهاء العهد الملكى وتأسيس أول جمهورية فى تاريخ مصر، والسير فى طريق التقدم، مع تعزيز الشعور الوطنى المصرى العروبى.

من عام 1920 حتى 1970 حقق المصريون نهضة شاملة فى الفكر والثقافة والمسرح والسينما والموسيقى والغناء والنحت والرسم والتصوير والصحافة، ثم بدأت سلسة صدئة من الانهيارات تتوالى على المحروسة، عقب انتصارنا فى حرب 1973 مباشرة مرورًا بما اقترفته أنظمة السادات ومبارك ومرسى من جرائم مريعة فى حق هذا الشعب، الأمر الذى أوصل مصر العظيمة إلى مستوى بائس فى كل شىء تقريبًا للأسف الشديد.

ما يهمنا فى «عطر الأحباب» تحديدًا هو أن نطل على أجمل ما أبدعه آباؤنا من أعمال فاتنة - وهى كثيرة - فى الزمن الخالى لنعرف أن بلدنا لم يكن تعيسًا كما هو الحال الآن، وإنما نحن أبناء وأحفاد مبدعين ومثقفين كبار أثروا حياتنا بعطر فنونهم وأريج ثقافتهم، فعلمونا وأمتعونا وقادونا نحو طريق النور، عسى أن نلحق بقطار الحضارة والتقدم الذى انطلق من أوروبا قبل أربعة قرون.

لأن السينما تعد أهم وسيلة تعكس أجواء الحياة، فقد أوليناها الاهتمام الأول، فالفيلم السينمائى يرشدنا بشكل تلقائى إلى طبيعة الحياة والناس فى الزمن الذى أنتج فيه، وعليه فإن البحث فى تاريخنا السينمائى يكشف لنا كيف كنا نعيش فى الأيام الخوالى، وما شكل العلاقات الاجتماعية بين البشر، وطبيعة الأنظمة الحاكمة، ومفاتيح الأفكار السائدة، وأحلام الناس فى ذلك الوقت وعذاباتهم.. وهكذا.

من هنا بات للسينما اهتمام متزايد فى «عطر الأحباب»، وقد حاولنا أن نرصد جوهر حياتنا من خلال الغوص فى بحور السينما، ولعلنا وفقنا فى ذلك.

أجل.. حقق باب «عطر لأحباب» نجاحًا مشهودًا كما تقول معدلات التوزيع، وكما تخبرنا الرسائل التى تصلنا للإشادة به، لكن هذا النجاح ما كان له أن يتحقق لولاك أنت أيها القارئ الكريم الذى أقبلت على متابعة هذا الباب بشغف ومحبة، فالشكر كله لك.

وكل عام وأنت طيب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة