حازم عبد العظيم

فبركة الأصوات.. بين السياسة والتكنولوجيا

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 08:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واقعة تسريب تسجيلات صوتية منسوبة لعسكريين إبان احتجاز المأسوف على شبابه محمد مرسى لاشك هزت الشارع السياسى، وتابعت ردود الأفعال من هنا وهناك من نشطاء وشخصيات عامة حزبية ومستقلة، وزعم بعض السياسيين والشخصيات العامة أن الوسيلة الإجرائية ليست ذات قيمة طالما فى النهاية الهدف هو حماية الأمن القومى ولا تغير من الأمر شيئا، طالما أن مرسى متهم فى قضايا عديدة ولا يتعدى الأمر سوى خطأ فى الإجراءات! أنا أختلف معهم فى ذلك فالسلوك الأخلاقى والاختراق الأمنى هو المقلق إن صحت التسجيلات. أما بخصوص قانونية الاحتجاز، فعند قيام أى ثورة تسقط بالتبعية أى شرعية دستورية، وبالتالى إجرائية وقانونية، وبالتالى من حق الدولة أن تتخذ ما شاءت من الإجراءات الاستثنائية لحين تأسيس دستور جديد.

أما بخصوص احتمالية فبركة الأصوات فقد عملت لسنوات طويلة فى البحث العلمى ومشروع تخرجى فى كلية الهندسة، كان فى نظام للتعرف على الأصوات وبحثى فى الدكتوراة، كان فى التحليل والتعرف على الأنماط Pattern Analysis and Recognition وأحد هذه الأنماط هى الأصوات فلا أعتبر نفسى خبيرا فى تحليل الأصوات ولكن على دراية علمية بما يحدث فى هذا المجال، هناك تقنية باسم Speech Morphing «تحويل أو تلبيس الأصوات» وهى تقنية معقدة فى علم معالجة الأصوات speech processing تعتمد على وجود «خميرة» من التسجيلات التى تم تجميعها لشخص ما (عادة شخصية عامة ومهمة) وصوت آخر «معملى» من الأفضل أن يكون صوته قريبا من الصوت الأصلى (ليس بالضرورة متطابقا) ويتم استخلاص عناصر وخصائص صوتية من الخميرتين (نغمة الصوت وحدته ووقفاته وتردداته الرئيسية) ثم يقوم الصوت المعملى بقراءة أية جملة مصطنعة، ويتم بعد ذلك تلبيس الخصائص الصوتية واستبدال صوت الشخص المعملى بصوت الشخصية العامة، ولزيادة الدقة مع وجود تسجيلات كثيرة يمكن الاستعانة بمقاطع صوتية كاملة مسجلة من الصوت الأصلى (تحتوى على كلمة كاملة أو أكثر) ووضعها فى السياق ثم عمل ما يسمى بالصنفرة والتنغيم smoothing/intonation مع ضبط الخلفية الصوتية background noise وتصفحت آخر ما وصل له العلم وهناك براءة اختراع قوية جدا فى هذا المجال مسجلة فى عام 2013 لعالم يدعى جوردان كوهين والطريف أن الواشنطن بوست نشرت خبرا فى عام 1999 عن تلبيس وتلفيق صوت للجنرال الأمريكى كارل شنايدر قائد العمليات الخاصة فى الجيش الأمريكى أبهرت الجنرال نفسه وحدث عمل مشابه مع كولين باول.

وعندما نشرت تلك المعلومات من واقع خبرتى طبعا هلل خرفان البنا بأنى أحاول التبرير وهؤلاء لا جناح عليهم، فهم قطيع لا يفقهون ولكن أيضا ثار ضدى بعض رموز ثورة يناير المعروفين، لدرجة أن ثورجية وصحفية معروفة جدا لم تتمالك نفسها وسقطت فى خطيئة السباب والشتيمة (خلاص يا سيدتى منعول أبو العلم والتكنولوجيا عشان خاطر ثوريتك الموجهة ضد الجيش تتبط). هؤلاء المتثورين على روحهم معظمهم علمهم وثقافتهم محدودة، ولا يتقنوا سوى السباب والصوت العالى. القصة كلها كما أعلنت على صفحتى بوضوح أنى لا يمكن شخصيا أن أجزم بصحة هذه التسريبات من عدمها، ولكن أشرت إلى أن هناك تقنيات متقدمة ومعروفة علميا تستطيع القيام بذلك، أقوى هذه التقنيات ليست مطروحة فى السوق التجارى، ولكن تمتلكها أجهزة استخبارات.. وكل الاحتمالات مفتوحة.. العلم هو أكبر عدو للجهلة والصورجية ...... بالصاد لأنهم دائما بينطقوها كدة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

والدليل فيلم ولاد العم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة