حقائق يفجرها رئيس جمعية الكبد فيروس A أكثر شراسة من فيروس سى فى حالته الحادة وينتشر بين طلاب المدارس ويسبب الفشل الكبدى فى أيام بينما فيروس سى بعد 30 عامًا وارتفاع نسبة الصفراء قد تؤدى للوفاة

من المعروف أن فيروس A لا يسبب التهابا كبديا مزمنا ولا يسبب التليف الكبدى ويمكن علاجه بالراحة، وتناول الغذاء الصحى فقط، دون تناول أى علاجات ولكن قد يسبب الوفاة إذا تحول إلى فيروس شرس، وإذا ارتفعت نسبة الصفراء فى الدم وارتفاع الأنزيمات الكبدية ووصل المريض إلى مرحلة الفشل الكبدى.

يؤكد الأطباء أن فيروس "أ" ينتشر حاليا بصورة كبيرة نظرا لارتباطه بتناول الأغذية الملوثة بعد غياب الرقابة الصحية على كثير من المطاعم ومحلات بيع الطعام.

يقول الدكتور عمر هيكل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، رئيس الجمعية القومية للكبد والجهاز الهضمى، يمثل فيروس الالتهاب الكبدى الوبائى الفيروسى A أحد أهم المشاكل الصحية، التى نعانى منها خصوصا الطلبة فى المدارس والجامعات وينتشر نتيجة تلوث مصادر الطعام والشراب وعدم التأكد من توافر الإجراءات الصحية والقواعد الأساسية للنظافة.

وأشار إلى أنه ينتشر حاليا بنسبة عالية بين طلبة المدارس والجامعات، وذلك نتيجة الباعة الجائلين وبعض المحلات، التى تبيع الوجبات الجاهزة ولا تتقيد بالقواعد الأساسية من ناحية النظافة، وتصل نسبة انتشاره إلى حوالى من 2: 3% موضحا أن أعراضه تظهر بارتفاع فى درجة الحرارة وتغير لون البول إلى الأصفر الداكن واصفرار العين، وقد يصاحبه كذلك نوبات من القىء والغثيان، وكذلك آلام بسيطة بأعلى البطن كما يشعر المريض المصاب بالإعياء وضعف القدرة على النشاط والحركة ودائما ما يصاحبه عدم الرغبة فى تناول الطعام، وذلك نتيجة تكاثر الفيروس والتهاب المعدة والأمعاء الذى يصاحب الالتهاب الكبدى الفيروس A.

وأوضح أن الشخص المصاب يكون معديا فى مراحله الأولى، ولذلك ننصح الأمهات بتخصيص أدوات شخصية للمريض المصاب وتخصيص أدوات وأوانى الطعام المستخدمة للشخص الواحد، والتى تكون للاستخدام الواحد، ويجب أن ينام بمفرده وتطهير دورة المياه بعد كل استخدام بالبيتادين والديتول، ويتم عمل التحاليل لوظائف الكبد حيث تصل الأنزيمات إلى معدل من 1000 ونصف إلى 3000 وكذلك ترتفع نسبة الصفراء بالدم من 6: 9 مليجرام وهذا فى الحالات العادية أما الحالات الشديدة والتى يطلق عليها الالتهاب الكبدى الفيروسىA الشديد، التى قد تصل الصفراء إلى أكثر من 9 مليجرامات وترتفع أنزيمات الكبد إلى أكثر من المعدلات المتعارف عليها وتزداد حدة القىء والغثيان وتزداد نسبة اصفرار الجلد، مشيرا إلى أنه يحدث ذلك عندما تكون نسبة الفيروس عالية مع قلة مقاومة وضعف مناعة الشخص المصاب بالإضافة إلى وجود أمراض أخرى مصاحبة تضعف جهاز المناعة، وتجعل الفيروس أكثر شراسة وهو ما يطلق علية الفشل الكبدى نتيجة الالتهاب الكبدى الفيروسى A الحاد وهو يكون أكثر شراسة من فيروس سى فى حالته الحادة لأنه يؤدى إلى الفشل الكبدى ويسبب الوفاة بعد أيام وجيزة، إذا لم يتم علاجه بسرعة فى حين فيروس سى يؤدى إلى الفشل الكبدى بعد حوالى 25: 30 سنة من بداية العدوى.

وقال إن العلاج يعتمد أساسا على الراحة التامة فى المنزل لمدة تصل إلى شهر أو شهرين ومنع أى أدوية أو مسكنات تؤثر على الكبد، ويجب أن يكون الغذاء خاليا نهائيا من الدهون والطعام المسبك أو أى زيوت خلال هذه الفترة، ويجب أن تهتم الأم بالإكثار من الفاكهة والخضروات الطازجة وتناول قليل من اللحوم البيضاء من الفراخ والأرانب المسلوقة.

وأشار إلى أن هناك من 10: 15% من الحالات قد لا تنخفض الأنزيمات ولا الصفراء إلى معدلاتها الطبيعية بعد شهر ونصف من بداية المرض، وقد نلجأ فى هذه الحالات إلى استخدام جرعات بسيطة من الكورتيزون لمدة أسبوعين حتى تعود الأنزيمات والصفراء إلى المعدلات الطبيعية، ولكن الجانب الجيد عندما لا يصل إلى النوع الحاد منه، حيث إن هذا الفيروس لا يؤدى إلى التهاب كبدى مزمن ولا يؤدى إلى تليف بالكبد والعلاج، يعتمد على الراحة التامة والمحافظة على الطعام والبعد نهائيا عن الوجبات الجاهزة والوجبات خارج المنزل إلا فى المطاعم الموثوق بها.