مهرجان القاهرة.. تحيا السينما!

ما أجمل أن تجد نفسك وسط كوكبة ساحرة من نجومنا الراحلين، لا لأنك ستلحق بهم فى ركاب الغياب لا قدر الله، بل لأنهم حضروا إليك بأجسادهم وأصواتهم على الشاشة الفضية، فقد كان معنا أمس الأول نجيب الريحانى وعلى الكسار ويوسف وهبى، برغم أن الأول تركنا قبل 65 عامًا، والثانى منذ 57 عاما، والثالث قبل 32 عاما.

لقد شاهدنا فى حفل افتتاح الدورة الـ36 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى القلعة فيلمًا قصيرًا عن تاريخ السينما المصرية الذى يمتد لأكثر من مائة عام، واستمتعنا برؤية لقطات سريعة جميلة من أهم الأفلام التى أنجزها فنانون كبار ونجوم متألقون، وهكذا شعرنا بأن السينما مصنع الخلود، وأن لا أحد يموت من العاملين بهذه الصناعة الجميلة.

بشكل عام بدا حفل الافتتاح كرسالة موجهة إلى الذين يخاصمون الحياة ويؤذى نفوسهم أن يستمتع الناس، وظهر إصرار المصريين على ممارسة الفن والانفعال به برغم كل المعوقات التى تعترض طريق المستقبل، وإذا كان الناقد الكبير سمير فريد، رئيس المهرجان، قد اختار أن يدشن حفل الافتتاح فى ساحة القلعة بوصفها رمزا لتاريخنا الإسلامى العريق، فإنه أيضا قرر أن يكون حفل الختام عند سفح الهرم ليؤكد أن مصر هى مزيج نادر ونبيل من حضارتين عريقتين لا خصام بينهما ولا تنافر.. الفرعونية والإسلامية.

لأن «الحلو» لا يكتمل فى مصرنا الحبيبة، فقد شاب حفل الافتتاح بعض السلبيات التى كان من الممكن تلافيها لو امتلكنا فضيلة إتقان العمل، مثل التأخير لأكثر من نصف الساعة عن الموعد المحدد، برغم أن الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة، حضر قبل الموعد بأكثر من 45 دقيقة، كما أن اختيار الممثل آسر ياسين ليقدم الحفل لم يكن موفقا، إذ افتقد الشاب الحضور اللامع لمن يتولى هذه المهمة السينمائية العالمية، فجاء أداؤه باهتا إلى حد بعيد. بقى أن المنظمين لم يراعوا البرد الشديد الذى لفح الجمهور، فالمكان مرتفع ومفتوح على الفضاء، ورغم ذلك تظل السينما سحرًا دائمًا ومتجددًا!

حقا.. لقد أصاب المخرج خيرى بشارة حين هتف فى نهاية كلمته «تحيا السينما».