د. سمير البهواشى يكتب: فى مشاكل التربية.. فتش عن البيت

الإثنين، 10 نوفمبر 2014 10:07 ص
د. سمير البهواشى يكتب: فى مشاكل التربية.. فتش عن البيت صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد مواقفه قال فيلسوف الفقراء الراحل الأستاذ أنيس منصور ما ملخصه: أنه يقرأ يوميا وعلى مدار أيام عمره المديد الصحف الأجنبية وبشتى اللغات، ولم يقرأ ولو مرة واحدة شكوى للطلبة من الامتحانات أو تصريحا مهينا لوزير للتعليم يعد بأن تكون نتائج العام المقبل أفضل.

وتساءل (ومعه كل الحق) على أى أساس يبنى مثل هذا الوزير تصريحه، وقال إنه عندنا إذا لم ينجح التلميذ فالسبب هو ازدحام الفصول والمدرجات، والمدرسون والدروس الخصوصية، وإذا انهزم اللاعبون فالمدرب الأجنبى والمشرف هما السبب، أما هؤلاء وهؤلاء فهم ضحايا لكل أولئك، المهم أن الكل يهرب من المسئولية ومن الغلط، وأن الدنيا كلها تآمرت على التلميذ واللاعب، وأنها وقفت على أطراف أصابعها من أجل أن يرسب التلاميذ عندنا، وينهزم اللاعبون وتفلس الدولة وتستمر السحابة السوداء ولا نجد البترول، أما نحن فلا حول لنا ولا قوة، ويكفينا فخرا أننا ضحايا وسوف نبقى كذلك ومن حولنا الدنيا كلها تتقدم وتتحدى ونحن محلك سر .

ولعلى أضيف إلى ما قاله الأستاذ أنيس- وقد كان وحده موسوعة- أن السبب فى ذلك لا يرجع إلى الدولة ولا إلى المدرسة فى الأساس، وإنما يعود إلى الطريقة الخاطئة فى تربيتنا لأطفالنا منذ اليوم الأول لخروجهم إلى الدنيا، وللمفكر والمؤرخ والفيلسوف الإنجليزى "أرنولد توينبى" كتاب ممتع فى التربية ينصح فيه الآباء والأمهات عندما يأتيهم طفلهم يبكى بعد أن يصطدم بالكرسى أو يقع على الأرض أن يقوموا بتهدئة الطفل أولا ثم سؤاله: من منكما الذى كان يجرى أنت أم الكرسى؟ وسوف يجيب الطفل بل أنا، هنا يقول المربى للطفل إذن فأنت المخطئ وكان يجب عليك أن تعرف أن كرسيا فى طريقك عليك ألا تصطدم به. هنا سيقتنع الطفل ويهدأ ويحاول فى المرات المقبلة أن يتجنب الخطأ، أما نحن فغاية ما نقوم به (فى بيوتنا) لإسكات الطفل أن نضرب الكرسى ونتوعده إن هو آذى الطفل مرة أخرى فسوف نقوم بكسره؟؟؟!! وبالطبع سيشب الطفل وقد ترسب فى عقله الباطن أنه لا يخطئ أبدا وأن كل ما حوله هو سبب ما يحدث له من تعثر وسوء، ألم يخطئ الكرسى فى حقه عندما كان صغيرا .

هذا عنا نحن الذين نريد لأولادنا أن يكونوا شيئا مذكورا فماذا عن بعضنا الآخر الذى ينجب ويترك للشارع مهمة التربية، أننا بحاجة إلى برنامج قومى لإعادة التربية، ولو بدأنا من الآن بجدية فسوف يكون لدينا بعد عشرين عاما جيل واعٍ يستطيع تحمل المسئولية وعدم استعمال الغير شماعة لتعليق أخطائه عليها، ولكن يبقى السؤال الذى يبحث عن إجابة وهو: من سيقوم بهذه المهمة وكيف وأين؟؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

salwa

yeslm fomk

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة