أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

أبوالعز الحريرى..حصادالعمر

السبت، 18 أكتوبر 2014 07:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل الحريريون بمرور أربعين يوما على رحيله، وأنا أتذكر كيف تلمست فيه دروب الوطنية، كيف استنشقت من هواه رحيق الفقراء.. وتذوقت من عرق جبينه طعم الاشتراكية، وحينما اختلفنا رأيت عيون الوطن، تعرفت على أبوالعز الحريرى 1976، كان السادات قد أعلن عن تأسيس المنابر، وفى منبر اليسار بقيادة خالد محيى الدين التقينا.. كانت مصر تتهجأ أول حروف «الديمقراطية المقيدة»، بعد إلغاء الأحزاب 1954، أبوالعز عامل النسيج، النقابى، الشيوعى المصرى، كان للتو قد اتحد بالوطن وتزوج من زينب.

كانت الانتخابات البرلمانية الأولى فى عصر السادات تدق الأبواب، فى دائرة كرموز بالإسكندرية مرشح الفئات رئيس الوزراء ممدوح سالم، أبو العز مرشح العمال، وانتفض الثغر لصالح عامل النسيج الحريرى، ليفوز بالمقعد، فى برلمان ضم عمالقة الإسكندرية، محمود القاضى رئيس نادى الاتحاد، النائب الناصرى كمال أحمد، عادل عيد، إلخ، حل السادات المجلس 1978، واستمر أبوالعز فى نضاله.. فاز مرة أخرى فى الانتخابات التكميلية بمحرم بك، 1980.

يعود للمجلس مدافعا عن حقوق العمال والفقراء، إلا أن السادات ترصده، يفصل من المجلس ويسجن، ومن نضال إلى آخر، وصولا للمجلس الأخير له فى 2012 على قائمة «الثورة مستمرة»، الاسم والدلالة، ثم مرشح لرئاسة الجمهورية 2013، ويناهض أبوالعز مرسى وحكم الإخوان حتى يتعرض لمحاولة اغتيال من الإرهابيين الإخوان، ويتخطى أبوالعز المحنة.. يتقدم الصفوف نحو 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان، إلا أن المعركة الأخيرة التى لم يستطع تخطيها معركة المرض.. ليرحل أبوالعز، وتودعه الإسكندرية شعبا وحكومة.. فقراء وأثرياء.. يسار ويمين، وكأنما أمة فى شخصه اجتمعت وهو وحده فى صحرائها القمر، وتحل ذكرى الأربعين والحريرى يعيش فينا وفى ضمير شعبه وأمته وطبقته رمزا ونبراسا للعدل والحرية. أبوالعز بوصلة بحارة ضلوا الطريق، وعبيق عطر لا يستنشقه المتعطرون، ووسط بين يسار لا يعرف إلا الهدم، ويسار لم يدرك بعد البناء.. هكذا صار الحريرى حائط المبكى، ليسار «جبهة فيرمونت».. ويسار «الفلول».. وشباب عدمى.. وشباب يبحث عن معنى للموت قبل الحياة.

لقد جسدت أستاذى كل هؤلاء.. رغم أنهم أثخنوك بالجراح، وطعنوك، وأذاقوك المر، إلا أنك أحببتهم وغفرت لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، وها أنا مع زينب ننتظرك على الشط الآخر من البحر.. وأبحث عنك خارج موجات الحلم اللا متناهية، وأرى فى عيون زينب رؤية المصب المتدفق من النهر إلى البحر.. المجد لك أيها الفارس من بين شهداء اليسار.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة