أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

الإرهاب والحنان!

الأربعاء، 01 يناير 2014 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يكون إغلاق المدينة الجامعية بالأزهر هو الحل، بعد أن تحولت إلى وكر تدار منه عملية تخريب الجامعة العريقة، وحرام أن تتحمل الدولة الميزانية الهائلة لتوفير الإعاشة المناسبة للطلاب، فتتحول إلى دعم وتمويل من يحرقون ويتلفون المنشآت الجامعية، ومن يعتدون على أساتذتهم بالضرب والشتائم والإهانات، ومن يعطلون زملاءهم عن أداء الامتحانات، ومهما قيل عن أن هؤلاء الطلاب شرذمة وأعدادهم قليلة، فالمحصلة النهائية أنهم يفرضون سطوتهم على الجامعة، وأصبحوا الآمر الناهى وأصحاب القرار، بينما يصرخ الأساتذة فى مشهد مأساوى، ويستجيرون بمن ينقذهم ويحميهم ويمنع الاعتداء عليهم، ويستنجدون بالفضائيات كأسرى الحرب الذين وقعوا فى أيدى عدو شرس وتكتمل التراجيديا الفوضوية بالمواقع الإخوانية والجزيرة الإرهابية، التى تنشر الافتراءات والأكاذيب وتقلب الحقائق، وتظهر المخربين فى ثوب الضحايا السلميين، الذين يواجهون بصدورهم العارية خرطوش الأمن والقنابل المسيلة للدموع، وهم يدافعون عن الحرم الجامعى الذى تقتحمه الشرطة، فتقتل الطلاب وتسحل الحرائر، وإذا احترق مبنى فالشرطة هى التى حرقته للتغطية على جرائمها، وإذا استجار أستاذ فهو من عملاء مباحث أمن الدولة المنحل، وإذا تعطلت الطرق فهم بلطجية الفلول، وغير ذلك من ترسانة الأكاذيب المعدة سلفا، والتى تضعها تلك الجماعة الإرهابية عنوانا مقلوبا لجرائمها وأفعالها. الأمن غير قادر على تطبيق القانون بحسم وحزم، لأن القانون يحتاج ذراعا قوية فى وقت تتحالف فيه قوى كثيرة فى الداخل والخارج لإضعاف الدولة وكسر هيبتها، ولم تسترد الشرطة عافيتها حتى الآن بسبب الضربات التى تلقتها من الإخوان وشباب الثورة.
أنا لا أصدق من يهونون الأمور ويقولون إن جرائم طلاب الجماعة الإرهابية هى حلاوة روح، وأنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، لأن ما يحدث فى جامعة الأزهر يغرى طلاب الإخوان فى الجامعات الأخرى على توسيع رقعة التمرد والعصيان وإسقاط هيبة الجامعة، ولا ننسى أن الإرهاب الذى ضرب مصر فى الثمانينيات والتسعينيات نما وترعرع فى جامعة أسيوط وانتشر منها كالفيروس فى سائر الجامعات المصرية، وأصبح الإرهابيون هم طلاب الجامعات وخريجى الطب والهندسة والعلوم والزراعة، ولا يجب أبداً أن نلدغ من نفس الجحر مرتين، فالمدينة الجامعية فى أسيوط كانت بمثابة غرفة القيادة للعمليات الإرهابية فى الصعيد، وكانوا يعطلون الدراسة ويؤجلون الامتحانات بقرارات تصدر من سكان المدينة، وهو نفس السيناريو الذى يتكرر الآن فى جامعة الأزهر. لا أنسى أبداً أحداثاً مشابهة وقعت سنة 86 فى جامعة أسيوط، واستولى طلاب الجماعة الإسلامية على نقاط الحراسة فى الجامعة وقرروا إرجاء الامتحانات ووقف الدراسة احتجاجا على مقتل طالب جامعى اسمه شعبان، ودخل معهم محافظ أسيوط فى ذلك الوقت اللواء سامى خضير فى مفاوضات لاستئناف الدراسة، وذهبت إلى هناك كمحقق صحفى والتقيت طلاب الجماعة والمحافظ والدكتور محمد حبيب، رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس، وكتبت سلسلة مقالات عنوانها «أسيوط فى ذمة الجماعات الإسلامية»، وظلت مصر تعانى من الإرهاب لمدة عشر سنوات، مع الوضع فى الاعتبار أنه كانت توجد دولة قوية وشرطة جبارة، ولم يكن هناك طابور خامس ولا متحالفون مع الإرهاب بالتواطؤ أو الصمت.. وربنا معاكى يا مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اتعجب - اذا كان هناك تجاوز للقانون داخل الجامعه لماذا نقف مكتوفى الايدى ولا نحسم الامر

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

تطبيق القانون داخل الجامعه ليس معناه العداء للطلبه او تقييد حريتهم او امتهان حرمة الجامعه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الارهاب والاستقرار خصمان ولابد من الحسم - الحنان والتخاذل اسلوب الفاشليين

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة