باللاسلكى من الصين

أخوان كانا يتشاجران حينما دخل عليهما أبوهما صارخا (لماذا تتشاجران هكذا) فقال له الأكبر (لقد وجدنا عشرين جنيها فى الشارع فقررنا أن يأخذها صاحب أعظم كذبة) فقال لهم أبوهما (يجب أن تشعرا بالخجل من أنفسكم فعندما كنت فى مثل سنكم.. لم أكن أعلم ما هى الكذبة أصلا). فقام الصبيان وأعطوه العشرين جنيه، فأعظم كذبة لا تعرف أبدا أنها كذبة.. والخدعة الناجحة هى التى تعيش للأبد أما الخدع الساذجة فستكتشفها بعد فترة لذلك يقولون لك لن تعرف المرأة إلا بعد أن تتزوجها ولن تعرف البطيخة إلا بعد أن تتذوقها ولن تعرف الحكومة إلى أن تجربها، فانتظر ولا تتسرع. فكلنا كرهنا مبارك وأتى المجلس العسكرى أسوأ منه وكلنا كرهنا المجلس العسكرى وجاء الإخوان (أنيل) منه وكلنا كرهنا الإخوان ولا نعرف هل هناك (أزفت) من ذلك ..الله أعلم.. ولكنى على يقين أننا شعب منحوس فى حكامه من أيام خوفو. فقد مضى الفراعنة منذ آلاف السنين ولكنهم تركوا فينا لعنتهم.. وكثير ما حدثتكم عن الفرعون (النونو) الموجود فى كل واحد فينا من الوزير إلى الغفير إلى سواق الحمير.. فما بالك حينما تكون الرئيس ويلتف المنافقون والمنتفعون والمتلونون ليرضعوا (فرعونك النونو) ويطعموه ويدللوه. فتظن أن الصواب كله من بنات أفكارك وأن الحقيقة ولدت بجوارك وأن كنوز الأرض صغيرة على دارك.. تلك لعنة حملناها 8000 سنة فهل نتخلص منها فجأة، أشك.. فعقل مرسى الضعيف لم يتحمل كل هذا النفخ فانفجر من الغرور حتى إنه أصبح سجينا وما زال مقتنعا بـأنه السلطان ومازال منافقوه وتباعوه يحشدون الناس ليؤيدوه بالشرعية أو حتى بأكياس المكرونة والشعرية.. فإذا فكرت يوما لماذا لا يحكمنا إلا الطغاة المستبدون المجانين فتذكر أن الفرعون صناعة مصرية وأننا لو أردنا حاكما عادلا منا فعلينا أن نبعده تماما عنا حتى لو حكمنا باللاسلكى من الصين.