ناصر عراق

خطاب مرسى ..البؤس العشوائى!

الخميس، 27 يونيو 2013 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعيدًا عن الملل الذى اجتاح المصريين من جراء الاستماع إلى خطاب مرسى أمس الأربعاء 26 يونيو 2013، والذى استمر نحو ساعتين وأربعين دقيقة، فإن الخطاب يؤكد أن الدكتور مرسى لا يتقن أمرين: قيادة الدولة، وتوجيه الخطابات للشعب!

بالنسبة للأولى، فإن حصاد عام من رئاسة مرسى للدولة أثبت أن الرجل يسير على خطى مبارك فى إذلال الناس وإفقارهم (لا أدرى هل شاهد أمس وهو فى طريقه إلى قاعة المؤتمرات طوابير السيارات المكدسة فى شوارع العاصمة بحثاً عن بنزين فى واقعة لم تحدث حتى فى عهد سىء الذكر).

لكن الجريمة الكبرى التى اقترفها نظام مرسى بامتداد سنة كبيسة عشناها نحن المصريون تمثلت فى (براعة) القابع فى قصر الرئاسة على تمزيق المصريين تمزيقاً لم يحدث من قبل على مر التاريخ، وإذا كان قد برر أمس فى خطابه بأن كل دول العالم بها حكومة ومعارضة، فذلك لأنه لا يدرك الفرق بين نظام ديمقراطى مستقر وينهض على تداول سلمى للسلطة، وبين ما صنعه هو وجماعة الإخوان المسلمين من استحواذ على السلطة وإقصاء أى اتجاه آخر سوى أنصاره من جماعات التأسلم السياسى. وأمس تذكر الرجل أن الشباب الذى أشعل قناديل الثورة صاروا خارج المشهد تمامًا رغم الشهداء الذين قدموهم، فإذا به يعرض رشوة عليهم بأن يتم تعيينهم مساعدين للوزراء والمحافظين!

اللافت للانتباه أن السيد مرسى لم يأت على ذكر حركة تمرد التى انبثقت كطائر الفينيق من رماد الثورة، ولم يشر إلى أن هناك أكثر من 15 مليون مصرية ومصرى قاموا بالتوقيع على سحب الثقة منه والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وقد خيل إليه أن الذين يعارضونه هم بقايا نظام مبارك غير المأسوف عليه وعلى رجاله الأوباش! وهذا التصور فى ذهن الدكتور يؤكد أنه ينكر الحقائق على الأرض، ويسعى إلى محو الدلائل التى تشير إلى أن الثورة الثانية قادمة لا ريب فيها! ومن عجب أنه لم يسأل نفسه: لمَ قرر أن يوجه خطابًا للناس قبل أربعة أيام فقط من 30 يونيو الذى أعلنته حركة تمرد بداية التظاهر السلمى لسحب الثقة منه؟

أما أبأس ما فى خطاب السيد مرسى أمس فنلمسه فى الادعاء بأنه وجماعته يمثلون ثورة 25 يناير المجيدة كما وصفها، ذلك أن الكل يعلم أن الإخوان المكتئبين (هل رأيت صورة لواحد من قادة الإخوان المسلمين وهو مبتسم؟) لم يشاركوا فى الثورة فى البداية هم والسلفيون الذين حرموا الخروج على الحاكم الشرعى كما زعموا! والكل يعلم أن مرشد الجماعة أعلن فيما سبق أن لا مانع عنده من أن يتولى جمال مبارك الحكم خلفاً لأبيه، والكل يدرك أنهم كذبوا على الناس وأعلنوا أنهم لن يرشحوا أحدًا للرئاسة بعد قيام الثورة، ثم رشحوا خيرت الشاطر، ولما لم يستوف الشروط سحبوه ورشحوا الدكتور محمد مرسى. كل هذه الحقائق يعلمها الناس، فكيف ينسب الدكتور نفسه للثورة؟

المثير للدهشة أن حالة الإنكار التى يعيشها ساكن قصر الاتحادية بلغت مستوى مؤسفاً، فلم يشر إلى قضية هروبه من سجن وادى النطرون واتهامه بالتخابر مع جهات أجنبية وهو حديث الشعب الآن، ولم يشر إلى شيوع ثقافة الكراهية فى عهده والتى زرعتها جماعة الإخوان وأنصارها من تيارات التأسلم السياسى وأدت إلى مقتل أربعة من الشيعة المصريين وسحلهم فى قرية أبو النمرس قبل أيام؟ ولم يتفوه بكلمة عن برنامج واضح ومحدد بشأن تطوير سياساته الخارجية بما يخدم مصالح المصريين! ولا تنس بطبيعة الحال الغرور الطافح فى الخطاب، فالدكتور مرسى ذكر كلمة (أنا) أكثر من عشر مرات (أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة/ أنا رئيس المجلس الأعلى للشرطة/ أنا أصدرت/ أنا قررت/ أنا عارفهم واحد واحد/ إلى آخره)، ومعروف فى علم النفس الطبيعة الهشة للشخص الذى يتحدث عن نفسه كثيرًا ويفرط فى استخدام (أنا)!
لقد كان نظام مبارك يمثل البؤس المنظم فى أبشع صوره، بينما نظام مرسى فيعبر عن البؤس العشوائى فى أردأ أشكاله!

على أية حال فالباقى من الزمن ثلاثة أيام، والأحد 30 يونيو ليس ببعيد.. آنذاك سينهض المصريون ويطيحون سلميًا بالمستبدين والجشعين والمتغطرسين، ويحققون أحلامهم فى تشييد مجتمع عادل وحر ومتسامح، ينعم فيه الجميع بالكرامة والإنصاف والجمال!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/جمال عبد الناصر

إنهم يعدون حمام دم

عدد الردود 0

بواسطة:

الدكتور مصطفى عبد الدايم بالأمم المتحدة

بعد الخطاب المتدنى و الهابط أنتهى كل أمل للشعب المصرى فى مرسى العياط و جماعته !

عدد الردود 0

بواسطة:

ثائر مصرى

خلص الكلام ودقت ساعة العمل والكلمة الاخيرة للشعب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد العزيز

تكلم عن نفسك و لا تتحدث باسم المصريين 80% ممن تابعوا الخطاب أشادوا به كفاكم تدليساً.

.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة