أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

فى حضرة الإمام

الخميس، 16 مايو 2013 03:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألف عام كانت تعانق طفولتى هذا الصباح، عمائم بيضاء، مآذن، الله أكبر، رائحة الوطن يفوح عبقها من «جبة» الإمام، لا إراديا انحنيت للوطن الماثل أمامى وقبّلت يد حضارة جبلت عليها.. هكذا فاضت مشاعرى وأنا أقبّل يد فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. غاب كل شىء من ذاكرتى، وتبقت صورة الشيخ الجليل عبدالله الشرقاوى يواجه نابليون، الجنود الفرنسيس يدنسون بأقدامهم طهارة الجامع.. قطيع مدفوع يعيد المشهد إلى الأذهان منذ أيام إلى صحن المشيخة، التسمم ليس فى الطعام ولكن فى الأفكار. هناك من يريدون تسييس المقدس، أكثر من ذلك، البعض يتبعون السياسة الأمريكية لتقسيم الوطن العربى، هكذا بدأ حديث فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب خلال لقائه مع وفد التيار الشعبى بقيادة حمدين صباحى، الخميس الماضى، والذى شرفت بعضويته، وأضاف: المخطط بالأساس أمريكى، ومن منا لم يسمع مدير المخابرات المركزية الأمريكية «جون أ. برينان» وهو يشير لثورات الربيع العربى، شارحا لماذا تساند الولايات المتحدة الأمريكية الفصائل الإسلامية، بقوله «نحن ندافع عن مصالحنا، ولا يعنينا متاعب سكان هذه البلاد مع حكامهم الجدد أو المخاوف من التقسيم». يخشى الإمام الأكبر من الصراعات الدائرة فى مصر الآن، وتقسيم المصريين لمسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة إلخ. وتطرق صاحب الفضيلة إلى ظاهرة نمو الإلحاد، وقال: شاهدت البعض منهم فى فيديوهات وهم يقولون ألحدت على يد الداعية فلان أو علان، فى إشارة واضحة إلى مسؤولية بعض الدعاة غير المؤهلين فى دفع الشباب للتمرد على الإسلام الحنيف والمسيحية السمحاء. وطفرت الدموع من عينى وأنا أستمع إلى سمو الأمير محمد بن راشد آل مكتوم وهو يقول لى فى زيارتى الأخيرة للإمارات: «لا تشكرنى على ما فعلت من إطلاق سراح السجناء المصريين، لأن كل ما رأيت من نمو وبناء وجمال من صنع أيدى مصريين أيضا، فالفضل لمصر ولا فضل لأحد على مصر». وهكذا قال الدكتور الطيب مستطردا: إن بيت العائلة يدرس فى الفترة الأخيرة إمكانية رصد ظواهر الاضطرابات الطائفية قبل حدوثها، ورفض الإمام الأكبر مقولة الفتنة الطائفية، مؤكدا أن كل الأحداث اجتماعية ثم تنقلب لصدامات ذات طابع طائفى واعتداءات إجرامية، مؤكدا أنه لن يكف عن تحريك ملف المصالحة الوطنية بين القوى المختلفة رغم فشل التجربة الأولى، لأن ذلك الملف من أصعب الملفات، وأنه يدرس إنشاء حضانات فى المعاهد الدينية الأزهرية.. تركت المشيخة ولكنها لم تتركنى، الأزهر والكنيسة فى الحشا المصرى، مئذنة الأزهر تعانق منارة الكاتدرائية.. نشيج الأذان ودموع الأجراس يبكيان من دنس طهارة الروح التى تتجسد بها الوطنية المصرية، الإمام والبطريرك والنسر والعلم والنشيد، مصر مصر تحيا مصر، مصر أحمد عرابى، سعد زغلول، مصطفى كامل، محمد فريد، جمال عبدالناصر، حمدين صباحى، مصر الثورة سوف تدهس كل من يقف أمام قطار الوطنية المصرية، فضيلة الإمام دعنى أقبّل يديك مرة أخرى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة