بالصور.. القاهرة تفشل فى جمع الباعة الجائلين بحديقة الأزبكية وتؤجرها بـ 1100 جنيه شهريا..والمستأجر صنع 4 أكشاك إيجارها 16 ألف جنيه..والأهالى: صارت وكرًا للبلطجية..والشاطر: "مصيبة سودة"

الثلاثاء، 14 مايو 2013 05:03 ص
بالصور.. القاهرة تفشل فى جمع الباعة الجائلين بحديقة الأزبكية وتؤجرها بـ 1100 جنيه شهريا..والمستأجر صنع 4 أكشاك إيجارها 16 ألف جنيه..والأهالى: صارت وكرًا للبلطجية..والشاطر: "مصيبة سودة" العاب حديقة الازبكيه
كتب أحمد عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"حديقة الأزبكية" هى أقدم حديقة حضارية فى مصر، صممها ونسقها أهم وأكبر مهندس ومنسقى الحدائق فى العالم فى القرن التاسع عشر، لتضم نادى السلاح الأثرى ونافورة الخديوِى إسماعيل، أنشئت على يد المهندس الفرنسى "باريل ديشان بك"، على مساحة 18 فدانا، أحيطت بسور من البناء والحديد، وفتحت بها أبواب من الجهات الأربع، وذلك فى عهد الخديوى إسماعيل، والذى قام بإنشاء المسرح الكوميدى الفرنسى، ودار الأوبرا الخديوية، وبعد الانتهاء من تشجير الحديقة وتزيينها وإنارتها عُيّن الخديوى مسيو "باريليه" الفرنسى، ناظرًا لها، ولجميع المتنزهات الأخرى، وكانت تقام بالحديقة العديد من الاحتفالات الرسمية والشعبية الكبرى للأجانب والمصريين.

وبعد حريق القاهرة عام 1952، طرأت على ميدان الأزبكية تغيرات كثيرة، فقد تم نقل مكاتب شركات الطيران التى كانت موجودة بفندق شبرد، الذى تم تدميره تماما فى الحريق إلى ميدان التحرير، وتم تقسيم ميدان الأزبكية نفسه بمساحته الهائلة إلى أربعة أماكن تضم حاليا مبنى البنك المركزى الجديد، ومحطة بنزين وجراج الجمهورية ومبنيين تابعين لوزارة الشئون الاجتماعية والتأمين الصحى، أما حديقة الأزبكية فقد قسمت هى الأخرى، وشيد على جزء منها سنترال الأوبرا، واخترقها شارع 26 يوليو، فقسمها إلى قسمين.

فيبدو أن محافظة القاهرة تعمل الآن على هدم ما بناه الخديوى إسماعيل الذى حول منطقة العتبة الخضراء إلى بحيرة ومتنزه وبريق وأضواء وحفلات ومسارح واحتفالات ملكية برعاية خديوية، بعد إن كانت أرض «خرابة» ليس بها سوى ضريحين، وحولها إلى حديقة الأزبكية، التى سميت نسبة إلى المعز الأتابكى أزبك الظاهر، حيث كانت قد قررت محافظة القاهرة وقت تولى الدكتور أسامة كمال محافظا للعاصمة بالعمل على بناء أكشاك للباعة الجائلين داخل حديقة الأزبكية، على أرض متحف المركبات الأثرية، إلا أن محافظ القاهرة أصدر قرارا بإخلاء الباعة الجائلين من الحديقة، والعمل على إعادتها لسيرتها الأولى، حيث إنها حديقة أثرية، ومن معالم القاهرة وتراثها، ويجب الحفاظ عليها من أى تعديات تحت أى مسمى أو نتيجة لأى ضغوط، وذلك حفاظا على حق الأجيال القادمة وإعادتها لأصلها كرئة ومتنفس لوسط المدينة.

إلا أنه فى يوم الأربعاء الموافق 9 / 1 / 2013، قامت الحدائق المتخصصة بمحافظة القاهرة متمثلة فى المهندس مؤنس محمد عثمان مدير عام الحدائق المتخصصة باعتباره طرف أول وميرفت محمود يسرى عبد العزيز طرف ثانى بالاتفاق على طرح حديقة الأزبكية للطرف الثانى عن طريق مزاد محلى باستغلاله، كمنفذ بيع مأكولات ومشروبات حسب كراسة الشروط والمواصفات الخاصة بهذه العملية وكافة المكاتبات المتبادلة بين الطرفين، على أن يلتزم الطرف الثانى بالدفع للأول مبلغ وقدره 1320 جنيها فقط لا غير بما يوازى 10 % من القيمة الإيجازية الإجمالية عن مدة العقد بموجب القسيمة رقم 872590 بتاريخ 2/1/2013 ويظل التأمين النهائى محتفظ به دون فوائد طوال مدة سريان العقد.


وأضافت المستندات التى حصلت اليوم السابع على نسخة منها، أن يلتزم الطرف الثانى بأن يدفع مقابل انتفاع شهرى وقدره 1100 جنيه تدفع مقدما أول ثلاثة أيام من بداية كل شهر وفى حالة تأخير السداد تطبق غرامات التأخير المنصوص عليها قانونا ولجهة الإدارة الحق فى هذه الحالة إنهاء العقد، ومصادرة التأمين مع عدم الإخلال بأى تعويضات أخرى، على أن تكون مدة الانتفاع عام واحد فقط، تبدأ بعد المهلة المحددة لتجهيز موقع منفذ البيع وقدرها ثلاثين يوما من تاريخ الاستلام للموقع.

الطريف فى بنود العقد المبرم بين الطرف الأول والثانى، بأن يلزم الطرف الثانى باتخاذ كافة التدابير الأمنية لحماية الأمن العام والصحة العامة، وحسن المظهر العام للموقع، وأن يتبع فى ذلك كافة القوانين والقرارات وهو مسئول عن ذلك أمام الجهات المختصة وإدارة المشروع، وعليه بصفة خاصة عدم وضع أى مواد قابلة للاشتعال أو الانفجار أو مواد ينشأ عنها أى خطر من أى نوع داخل الموقع، وإتباع تعليمات الأمن الصناعى، ويسرى على هذا العقد أحكام قانون تنظيم المناقصات والمزايدات الصادرة بالقانون رقم " 89 " لسنة 1998 ولائحته التنفيذية.

وأكد مصدر مسئول بمحافظة القاهرة رفض ذكر اسمه لــ"اليوم السابع"، أن المحافظة قامت بطرح هذه الحديقة فى مزاد علنى عن طريق إعلان تم نشره بإحدى الصحف القومية، وحضر المزاد شخصان فقط لهذا المزاد، واستقر على ميرفت محمود يسرى عبد العزيز وهى فى الأصل زوجة صلاح فتحى على حسين أحد الباعة الجائلين بمنطقة العتبة وعليه أحكام قانونية بلغ عدد القضايا الموجهة إليه 13 قضية ومطلوب قضائيا، وقام بإرسال زوجته نظرا لعدد القضايا الموجهة إليه ولا يصلح بتسليمه الحديقة للاستفادة منها.

وأضاف المصدر، أن صلاح قام بعمل كافتيريا وملاهى للأطفال، وزرع ثلاثة أكشاك داخل أسوار الحديقة، وقام بقطع جزء من سور الحديقة، وقام بتأجيره ككشك لأحد الباعة الجائلين بقيمة أربعة آلاف جنيه بخلاف الثلاثة داخل الأسوار، لافتا إلى أن محافظ القاهرة الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة فور علمه بهذه الفاجعة، أصدر قرارا بعزل اللواء عادل طه رئيس الحدائق العامة والمتخصصة بالقاهرة، وقرر تعيين عادل خليل كبديل له.

انتقل اليوم السابع إلى حديقة الأزبكية، وتصادف قيام العمال بإنشاء أكشاك داخل أسوار الحديقة، فضلا عن وجود أجهزة الألعاب الخاصة بالأطفال استعدادا لقدوم أعياد الربيع، ووجود مقهى على باب دخول وخروج المواطنين من محطة مترو العتبة فى الشارع المؤدى إلى شارع 26 يوليو، وبترينة لبيع السندوتشات، مما يعد مخالفا للبنود المبرمة فى العقد بين المستأجر والمؤجر لقيامه بإحضار أدوات مقابلة للاشتعال داخل الحديقة.

ومن أهم المشاكل التى تواجه الحديقة هى الاختناق المرورى، وعدم وجود مواصلات عامة، وتضارب الاختصاصات بين أكثر من جهة بين محافظة القاهرة ووزارة الآثار، وتحولت بدورها من متنزهات عامة إلى وكر للبلطجية والخارجين على القانون، الذين يفرضون الإتاوات على الزائرين، وكذلك أسعار المشروبات والمأكولات التى تفوق أشهر الفنادق، مما يفسد فرحة واستقبال الناس بالأعياد والمناسبات التى يقضون فيها نزهتهم بحديقة الخديوى إسماعيل.

ورفض الأهالى المقيمون بالقرب من الحديقة إعدام حديقة الأزبكية ليس فقط لقيمتها التراثية والعمرانية والاجتماعية، ولكن أيضا لقيمتها البيئية فى مدينة نسبة المناطق الخضراء للفرد تعد بالسنتمترات المربعة وتعتبر من أدنى النسب فى العالم، مطالبين بإطلاق مسابقة قومية لإعادة تنسيق حديقة الأزبكية واستعادتها كما كانت.

وقال محمد على موظف بالشهر العقارى، تحملنا كل هذا التخريب، لأن مشروع المترو مشروع قومى وللمصلحة العامة، وخبرات المصريين، لا تسمح لهم بتنفيذ مشروع فى باطن الأرض دون تدمير ما فوق السطح على عكس ما يحدث فى كل الدول، وانتظرنا بعد انتهاء أعمال الحفر أن تطرح المحافظة مسابقة لإعادة تنسيق حديقة الأزبكية وما حولها تعيد إليها الرونق لتصبح رئة جديدة ومتنزها لسكان وسط العاصمة، وتضفى عليها لمسة جمال مفقودة، إلا إننا فوجئنا ببدء تقسيم الحديقة بالطباشير، لتحويلها لأكشاك للباعة الجائلين، الذين احتلوا محيط الحديقة بوضع اليد وبمخالفة لقوانين العمران من واقع خيالهم بعد مسائلة المسئولين بالمحافظة وإهدار لدولة القانون.

أكد حسن الشاطر، رئيس حى الموسكى، أن العقد المبرم بين ميرفت محمود يسرى عبد العزيز ومدير عام الحدائق العام والمتخصصة بالقاهرة بتأجير حديقة الأزبكية لمدة عام بعقد قيمته 1100 جنيه شهريا لم يتم عرضه على الحى، فضلا عن عدم معرفة بنوده، موضحا أن إبرام هذه العقد كان بمثابة صدمة فاجعة و"مصيبة سودة" على المحافظة حيث تعتبر حديقة الأزبكية من أرقى حدائق القاهرة والتى تتميز بطابعها الحضارى والأثرى، وأننا فوجئنا بهذا العقد ولم يتم عرضه على مستشارى الحى أو المحافظة.

وأضاف الشاطر فى تصريحات خاصة لــ" اليوم السابع "، أنه تم مخاطبة مدير عام الحدائق المتخصصة بالقاهرة اللواء عادل طه لمعرفة بنود العقد، وهل منافذ البيع الموجودة بالحديقة مدرجة ضمن عقود الإيجار لعرضها على المستشار القانونى بالمحافظة، لافتا إلى أنه إذا لم يلتزم المستأجر بعقد الإيجار فيحق للمحافظة إفساح العقد لإخلاله بالشروط المتفق عليها.


























مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة