أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شومان

المقاطعة.. خيار مريح ومدمر

الأحد، 03 مارس 2013 04:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى العمل السياسى مواقف صحيحة وأخرى خاطئة، لكن هناك دائماً فرصة لمراجعة الأخطاء وتصحيح المسار، وأعتقد أن قرار جبهة الإنقاذ بمقاطعة الانتخابات البرلمانية هو أحد أكبر أخطاء الجبهة، وأتمنى أن تفكر وتراجع موقفها، ويتخلى قادتها عن معارف وخبرات التعامل مع نظام مبارك عند التعامل مع نظام مرسى فرغم التشابه بين النظامين إلا أن الشعب تغير، والثورة خلقت بيئة جديدة للعمل السياسى، والأهم أن تكالب الإخوان على السلطة وأخطاءهم فى الحكم تعظم من فرص جبهة الإنقاذ فى الفوز بأغلبية البرلمان القادم.

تجاهل شيوخ جبهة الإنقاذ وشباب الثورة هذه التحولات واتفقوا على المقاطعة، وهو الخيار السهل والذى لا يتطلب جهوداً فى التنسيق والعمل المشترك فى اختيار قائمة باسم الجبهة أو حتى قائمتين، كما لا يتطلب تحركات سياسية بين الجماهير لكسب تأييدها، والغريب أن خيار المقاطعة فى الماضى فشل فى الضغط على نظام مبارك أو دفعه لتغيير مواقفه، ومع ذلك يتمسك قادة الإنقاذ به، ربما يراهن دهاقنة الجبهة على زيادة الضغوط الأمريكية على مرسى ليتراجع عن مخطط الأخونة، وتعديل قانون الانتخاب، وربما يراهن شباب الثورة على أن المقاطعة تنزع الشرعية عن الحكم، وتغرى الإخوان بالتزوير الفاضح مما يفجر موجة ثورية على غرار 25 يناير، أى أن الشباب يستنسخون حلم الثورة، وشيوخ الإنقاذ يعيشون حلم الضغوط الخارجية على مرسى الذى يستمد الدعم من واشنطن مقابل الحفاظ على أمن سيناء، طبعاً من أجل أمن إسرائيل.

وأعتقد بزيف رهان الشباب والشيوخ، فالتاريخ لا يكرر نفسه، وواشنطن وأوروبا تسعيان وراء مصالحهما بغض النظر عمن يحكم مصر، ومدى احترامه للديمقراطية وحقوق الإنسان، وأتمنى على قادة الجبهة وشباب الثورة التفكير والعمل خارج صندوق الأفكار والخبرات القديمة، وأن يتوقفا عن ترديد المقولات البديهية مثل: إن الانتخابات لن تكون نزيهة وإن الإخوان أحكموا سيطرتهم على مفاصل الدولة، وقد يكون ذلك صحيحاً لكن واجب المعارضة أن تناضل لتغيير هذه الأوضاع بوسائل سلمية، وتتصدى للتزوير وتناضل لتوفير ضمانات لنزاهة الانتخابات من خلال حشد الناخبين وتفعيل رقابة منظمات المجتمع المدنى والدولى.

واجب المعارضة عدم الاستسلام لاحتمالات مرجحة بالتزوير خاصة أن الانتخابات تجرى على أربع مراحل، وبالتالى يمكن المشاركة فى الانتخابات واختبار مدى وحجم عمليات التزوير، ومدى قدرة المعارضة والشعب وحزب النور على مقاومة التزوير، وفضحه، وفى ضوء نتائج المرحلة الأولى يمكن اتخاذ القرار المناسب سواء بالاستمرار أو الانسحاب.

وفى هذا السياق لدى ثلاث رسائل محددة للمعارضة المحافظة والثورية الرسالة الأولى: ضرورة التجربة والاختبار حتى نتعرف على آليات التزوير ونختبر وسائل مقاومته.

الرسالة الثانية: إن المشاركة فى الانتخابات لا تعنى الإقرار بقانون الانتخابات أو الدستور أو شرعية مؤسسات الحكم الجديد، وإنما النضال من أجل تغييرها.

الرسالة الثالثة: أن الانتخابات وسيلة رئيسية للعمل السياسى بعد الثورة لأنها تضمن تحريك كتل جماهيرية واسعة تؤيد الثورة وترفض الأخونة، وفى الوقت نفسه لا تشارك فى المليونيات والاعتصامات. أما العصيان المدنى السلمى فهو وسيلة فعالة شرط توافر الشروط الموضوعية لنجاحه واستمراره، وأعتقد أن المليونيات أو العصيان أو الإضرابات لا تتعارض مع خوض الانتخابات، لأن هناك إمكانية دائمة لأن يشارك نواب المعارضة فى المليونيات أو العصيان المدنى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة