أكرم القصاص - علا الشافعي

سامح جويدة

الجهل خطيئة لا تغتفر

الثلاثاء، 26 فبراير 2013 04:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس فى الجهل سذاجة أو براءة، بل الجهل خطيئة خاصة لو كنا نتكلم فى قيادة «دولة» فجهل القادة أنيل من فسادهم، ولكن التجاهل أنيل من الاثنين، ونحن شعب نيلى لذلك فطبيعتنا السياسية منيلة بنيلة، لا فرق هنا بين ملوك متأصلين أو جنود سلطويين أو مدنيين، أو حتى معتقلين سابقين، كل من يحكم مصر يتحول إلى فرعون، يجمع من حوله فراعينه الصغيرة، ويمنحهم المناصب بلا خبرة أو كفاءة، أو حتى قدرة، فتجدهم كالأقزام فجأة من هول مناصبهم وكراسيهم الكبيرة.. كيف ولماذا؟.. اسألوا علماء النفس أو التاريخ أو ابحثوا فى كتب الطبيخ، فهناك طعام مسموم، وهناك فكر مشموم وهناك شعب مشؤوم والذى خدعك وقال إن الثورة سبب «البلاوى»، رد عليه بملحمة الست أم كلثوم والمبدع مرسى جميل عزيز فى سيرة الحب «العيب فيكم يا فى حبايبكم أما الحب ياروحى عليه»، لذلك فإن سيرة الثورات المصرية، كلها على نفس الوزن ووجع القافية، «العيب فيكم يا فى حكامكم، أما الثورة ياروحى عليها»، فبعد ثورة 23 يوليو المجيدة لم يترك رجال الجيش السلطة إلا بعد ثورة 25 يناير البيضاء، وكأنهم أخذوا الحكم على ورقة بيضاء، وامتلكوا السلطة بصك ثورى، ووزعوا غنائمها على رجالهم حتى إن الرئيس مبارك كان فى طريقه لأن يورث الحكم بعد أن منح كل المناصب لأصحاب ابنه «الانتيخ». وبعد ثورة 25 يناير، لم يستوعب «الإخوان المسلمين» الدرس، ولعبوا علينا نفس الألعاب القديمة، فوزعوا غنائم السلطة على أنفسهم وكأنهم أسياد القبيلة.. نسوا شعارات المشاركة وحولوها إلى مغالبة، ثم إلى مناطحة، وأخيرا إلى مواجهة مع شعب أعزل كل ما كان يطلبه أن يشارك فى الحكم، وألا تحتل أرجاءه أحلام الإخوان المخيفة.. والعجيب أن يتآمر الإخوان علينا فى هذا الوقت العصيب، فيختارون من بين رجالهم من ليس له خبرة ليكون صاحب فعل وقدرة، ويختارون الجاهل فى الأمر ليكون وليا للأمر فيتحمل أعباء مصر الاقتصادية فى هذه المرحلة الشائكة «مهندس رى»، ويتولى شؤون الشباب «استشارى أطفال» ويكون المسؤول عن المحليات ومصائبها «مهندس كهرباء» يتولى أهم مؤسسة لدراسة أحوال البلاد، واتخاذ القرارات المصيرية «طبيب جلدية» ثم بعد ذلك يتعجب الإخوان من ترديد شعار «الثورة مستمرة»، رغم أن الشاعر الفرنسى يوهان غوته كان يقول «ليس أفظع من جهل فاعل» لذلك على الإخوان أن يروا ماذا فعلوا بنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة