أكرم القصاص - علا الشافعي

كرم جبر

الناجيات من الاغتصاب!

الأحد، 10 فبراير 2013 10:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وستقيد هذه القضية- أيضا- ضد اللهو الخفى أو الطرف الثالث، لأن المقصود هو إحداث حالة رعب قصوى فى المجتمع، من ذهاب الفتيات إلى ميدان التحرير للمشاركة فى التظاهرات السلمية، حتى لا يكون مصيرهن هو الاغتصاب الجماعى البشع، فهناك من يخطط لقطع لسان المرأة وشل حركتها وتقزيم دورها، بعد أن أصبحت المتغير الجديد فى العمل السياسى، وتقود التظاهرات فى جرأة وشجاعة وإصرار، لا تخاف ولا تتراجع وتصرخ وتزأر وتتقدم الصفوف، وتضيف للمشهد روحا جديدة تشهدها مصر لأول مرة، وأصبحت المرأة تشكل نصف أعداد المتظاهرين، علاوة على الشكل الحضارى الذى تضفيه النساء على التظاهرات، وكالعادة، ظهر اللهو الخفى فى صورة طوابير من الذئاب البشرية، تلتف حول الفتيات فى أطراف المظاهرات، وتبدأ عملية الجذب والشد وتمزيق الملابس واقتياد الضحية إلى مدخل عمارة أو شارع جانبى، واغتصابها بشكل جماعى من الذئاب المسعورة، وتخويف المواطنين الذين يحاولون إنقاذها، ثم ترك علامة على جسدها بآلة حادة أو مطواة، بما يؤكد أن الهدف ليس الاغتصاب فقط وإنما إحداث حالة من الذعر والرعب، وتحذير كل فتاة تفكر فى الذهاب إلى التحرير من هذا المصير المأساوى.

حتى الآن لا يعرف أحد عدد الحالات إلا بعض الأرقام غير الموثقة، التى تشير إلى وقوع 25 حالة اغتصاب جماعى فى ليلة الذكرى الثانية للثورة، ومعظمهن يفضلن الاختفاء والصمت وعدم الإبلاغ خشية الفضيحة والعار، ولصعوبة تعرف المغتصبة على الجناة الذين غالبا ما يكونون ملثمين، ولأن الفضائيات صاحبة السطوة والنفوذ لدى الرأى العام لم تعر هذه القضية اهتماما، وبالتالى ترعرت الشائعات فى أجواء التعتيم والغموض، وتحقق الهدف المطلوب وأصبحت الأسر تخاف على بناتها من الذهاب للتظاهرات، وخرج اللوبى المعادى للمرأة يبرر الاغتصاب بعبارة "وإيه اللى وداها المظاهرة"، لن تستقيم الأمور هكذا وستظل مصر تخطو من مصيبة لمصيبة أكبر، طالما لم تصل يد العدالة للجناة الحقيقيين، وسيخسر المسرح السياسى نصفه النابض بالعنفوان والتدفق والحيوية، وستنكفئ المرأة على ذاتها بعد أن يجردها الذئاب من حد الأمان الجسدى، وهكذا تكتمل الدائرة الجهنمية وينشغل الجميع فى البحث عن مجرم مجهول، فهل هم الإخوان الذين يريدون تشويه الثوار، أم الثوار الذين يريدون الانتقام من الإخوان، أم لهو خفى من نوع جديد تقتصر مشاركته فى التظاهرات على إقامه ولائم الاغتصاب الجماعى.

الحل ليس الهروب بل المواجهة، فالمرأة يجب أن تتسلح بالجرأة والشجاعة وأن تدعو المنظمات النسائية لمليونية ضد التحرش والاغتصاب، وأن يتم فضح الجرائم السابقة وتعرية مرتكبيها وشحذ همة المجتمع لملاحقة المغتصبين أينما كانوا، وأن يشكل شباب الثورة دروعا بشرية لحماية النساء وتأمينهن فى التظاهرات، وأن تقود الفضائيات الحرب المقدسة ضد هذا القطيع الهمجى الجبان من لصوص الشرف، الذين يندسون وسط المتظاهرين وينقضون على الفريسة فى خسة ونذالة.. فالمرأة هى أم وأخت وزوجة الشهيد وملهمة المد الوطنى، ولا يجب أبداً أن تغيب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة