سعيد الشحات

روح الشعب «أحمد فؤاد نجم»

الخميس، 05 ديسمبر 2013 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الذى يقف اليوم فى قفص الاتهام، ليس الشاعر أحمد فؤاد نجم ولا الفنان إمام عيسى، فالذى يحاكم اليوم فى هذه القضية هو الفن الشعبى العريق، الشعر والغناء الشعبى الأصيل وروح هذا الشعب الساخرة المرحة التى لا تنطفئ أبدا.

أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام عيسى امتداد خلاق لطراز من الشعراء والأدباء عرفتهم مصر معبرين دائما عن وجدان أمتهم وآلامها، امتداد خلاق لـ«يعقوب صنوع» وعبدالله النديم، ولـ«بيرم التونسى»، ويبدو أن التاريخ فى هذا البلد يحلو له أن يكرر نفسه، فها هو «نجم وإمام» يلاحقان اليوم، كما تعرض من قبل يعقوب صنوع وعبدالله النديم وبيرم التونسى، إن كل هؤلاء الشعراء والفنانين الأفذاذ قد دفعوا بسخاء أحلى سنوات العمر ثمنا للكلمة الحرة والنقد البناء والالتزام بقضايا الوطن والشعب، لذلك عاشوا سنوات وسنوات ملاحقين مطاردين مشردين، إلى أن رد لهم الشعب والتاريخ اعتبارهم، وأجمع المؤرخون ونقاد الأدب على أنهم قيمة عظمى فى تاريخنا الأدبى بل وتاريخنا الوطنى.

الكلمات السابقة قالها المحامى النبيل الراحل، أحمد نبيل الهلالى، فى مرافعة رائعة أمام المحكمة العسكرية التى كانت تحاكم نجم والشيخ إمام والفنانة عزة بلبع، و4 طلاب من جامعة عين شمس، هم: مجدى بلال، ومحمد فتحى، وعمر سوكة، ومدحت عز الدين عبدالجواد، وذلك بسبب دعوة أسرة التقدم بالجامعة لنجم وإمام وعزة إلى ندوة فى الجامعة فى شهر نوفمبر عام 1977 حضرها جمهور غفير من الطلاب، وألقى فيها «نجم» قصائده الملتهبة التى طالت الرئيس السادات، ومن أشعاره غنى الشيخ إمام، وغنت عزة بلبع.

انتهت القضية فى 25 مارس عام 1978 بتبرئة الشيخ إمام وعزة بلبع والطالب عمرو سوكة، والحكم على «نجم» بالحبس مع الشغل والنفاذ لمدة سنة، لإهانته رئيس الجمهورية «السادات»، والجهر والصياح لإثارة الفتن، وسجن الطالب مجدى بلال ثلاثة أشهر، وحبس الطالب محمد فتحى محمود ثلاث سنوات، ووقائع القضية كلها يمكنك أن تقرأها فى الكتاب الهام: «شاعر تكدير الأمن العام - الملفات القضائية للشاعر «أحمد فؤاد نجم» تأليف الكاتب الكبير صلاح عيسى.

بالرغم مما قاله «الهلالى» بصدق عن «نجم» الذى سيبقى بحق ظاهرة فريدة فى تاريخنا الوطنى، امتدادا لـ«عبدالله النديم وبيرم التونسى»، فإنه يكفيك أن تقرأ حيثيات حكم حبس «نجم» لتعرف كيف نظرت إليه السلطة، قالت الحيثيات: «إن من أحيل إلى المحاكمة من المتهمين، لم يمثل أمام المحكمة بصفته فنانا أو شاعرا مبدعا خلاقا، لأن حمل هذه الصفات ليس مؤثما فى ذاته، بل هو محل تكريم وتقدير وإجلال من الدولة ورئيسها» على ألا ينحدر بسلوكه إلى مستوى السوقة والدهماء، كما أنه يجب أن يكون بحسه المرهف وفنه المبدع بعيدا عن التردى فى هاوية الديماجوجية، فإن فعل فلا يلومن إلا نفسه، إذ لا مكان فى دولة العلم والإيمان لحاقد أو موتور».

أقرأ هذه الصفحة من تاريخ شاعرنا العظيم، بعد أن عاش عمره للبسطاء، وضد السلطة التى تسلبهم إنسانيتهم، ولم تخطئ بوصلة انحيازاته، ولهذا سيبقى خالدا فى تاريخنا رغم شماتة جماعة الإخوان فى موته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

!! المصرى الحر !!

نجم النجوم " احمد فؤاد نجم " الله يرحمة !!!!

الله يرحمك يا نجم.

عدد الردود 0

بواسطة:

صقر قريبش

نجم وهو نجم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة