ناصر عراق

لماذا (عطر الأحباب) الآن؟

الخميس، 12 ديسمبر 2013 06:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ستصدر النسخة الورقية من "اليوم السابع" الجمعة 13 ديسمبر، وكل جمعة صفحتين متخصصتين تحت عنوان (عطر الأحباب)، وقد اقترح الصديق الصحفى اللامع الأستاذ خالد صلاح، رئيس التحرير أن تجوب (عطر الأحباب) فى بساتين الفن والثقافة والإبداع التى زرعها المصريون فى العصر الحديث، وكان لى شرف الإشراف على تحرير هذا الباب الذى تحتاجه مصر الآن بقوة.
لماذا؟
لأن إحدى أكبر مشكلاتنا تتمثل فى أن الذين حكمونا فى الأربعة عقود المنصرمة تعاملوا مع منجزنا الإبداعى باستخفاف، برغم كونه منجزاً باذخًا ومترعًا بآلاف من الأعمال الجميلة والراقية التى ترقق المشاعر وتهذب النفوس، من أول الأفلام والمسرحيات حتى الأغنيات واللوحات والتماثيل والصحف والمجلات، علاوة على كتابات الكبار الذين أضاءوا ليل القرن العشرين بنور أفكارهم وخصوبة خيالهم.. أقول تعامل حكامنا باستخفاف مع الإبداع، الأمر الذى أدى شيوع سلوكيات مشبوهة بيننا نحن المصريين، ليس أولها الأنانية المفرطة، وآخرها ليس غياب فضيلة إتقانة العمل!

لقد ترك المصريون رصيدًا وافراً فى بنك الفن والثقافة والإبداع، خاصة بعد اندلاع ثورة 1919، وماتلاها من عقود، ولك أن تتخيل أن عقد العشرينيات على سبيل المثال شهد تفجر طاقات الإبداع لعباقرة أمثال سيد درويش وعبد الوهاب وأم كلثوم ويوسف وهبى ومحمود مختار ومحمود سعيد ومحمد التابعى ورز اليوسف وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم، وظل المصريون يكتبون ويمثلون ويرسمون ويعبرون عن أحلامهم فى بناء مجتمع عصرى حديث، حتى جاءت ثورة يوليو 1952، فحاولت تعميم الإبداع على ملايين من الفقراء، حتى لا يظل المترفون والطبقة الوسطى فقط هم الذين ينعمون بتذوق الفنون والآداب.

فى (عطر الأحباب) سنسعى إلى تسليط الضوء على أجمل ما فى حوزتنا من إبداعات، وسنحاول أن نضع تلك الإبداعات فى سياقها التاريخى والسياسى والاجتماعى، علمًا بأننا ندرك تمامًا أن للفن قانوناً خاصًا، وأنه لا يرتبط ارتباطاً آليًا بالظروف المحيطة، ومع ذلك لا يمكن نزع العمل الإبداعى من جذوره الاجتماعية نزعًا تامًا، وإلا فقدنا البوصلة التى ترشدنا إلى التقييم السليم لهذا العمل أو ذاك.

أرجو ألا تظن أن (عطر الأحباب) تستهدف دغدغة الحنين إلى الماضى، أو أنها ستجرنا إلى السقوط فى مستنقع الحنين المضلل بتعبير ماركيز، فذلك غير صحيح بالمرة، لأننا نؤمن تمامًا أن الماضى ليس كله عسل، وأن تراث أية أمة يحتشد بخرافات وخزعبلات وأفكار معطوبة، مثلما يضج بإبداعت عظيمة وآراء ذكية وأفكار جليلة، هنا يأتى دور (عطر الأحباب)، حيث نعمل على تعزيز علاقتنا بأجمل ما فى تراثنا من إبداعات آسرة، حتى يمكن لنا أن نفهم ماضينا جيدًا، فمعرفة الماضى واستيعابه شرط أساسى لفهم الحاضر وفك طلاسمه، ومن ثم يسهل علينا عندئذ استشراف المستقبل وتوقع مفاجآته!

أجل.. لقد أدهش الشعب المصرى العالم فى الثلاثة أعوام الأخيرة، فأشعل قناديل ثورتين أطاحت فى الأولى نظام مبارك الذى اتسم بالفساد والجهل والبطش وتعميم الفقر بامتداد ثلاثين سنة، ثم أزاحت فى الثانية مرسى وجماعته من عرين الرئاسة بعد سنة واحدة فقط، إذ شعر المصريون أن جماعة الإخوان تلهث لخطف الدولة المصرية وتفتيت مفهوم الوطن من أجل طموح دولى مشبوه يرى تناقضاً بين الدين والوطن.. لكل ذلك تغدو الحاجة ماسة الآن إلى استنهاض إبداعاتنا الجميلة من كهف النسيان حتى نواصل ما قصمه حكام أوباش، ونبنى مصرنا الجديدة على أسس العلم والأدب والفكر والفن، فينعم الجميع بالحرية والعدل والجمال.

رجاءً.. لا تنس (عطر الأحباب) الجمعة وكل جمعة!











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس /جمال عبد الناصر

عمل عظيم أؤيده بشده ..

وفق الله خطاك

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس /جمال عبد الناصر

عمل عظيم أؤيده بشده ..

سدد الله خطاك.

عدد الردود 0

بواسطة:

لامار

رائع وراقي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة