حنان شومان

مصر بين صافيناز وباسم وغادة.. أخرابى!

الجمعة، 01 نوفمبر 2013 11:52 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مئات من الأخبار على مدى الأسبوع بين جمعة وأخرى تتناولها الصحف ووسائل الإعلام، ففى مصر كل لحظة خبر فما بين طرفة عين وأخرى هناك حكاية وغالبًا مشكلة وأحيانًا مصيبة، فهناك لجنة الخمسين والدستور الذى نترقب صدوره والتوقعات حوله وخناقة حزب النور كل شوية حول شىء ما حتى يذكر قواعده أنه موجود بقوة، وهناك الحديث عن الرئاسة، فالرفاق حائرون يتهامسون فى جنون رئيسنا من يكون! وحوادث الإرهاب التى تضرب جنبات مصر، فلا يمر أسبوع إلا ويكون هناك قتلى هنا وهناك، ثم حكايات طلبة الجماعة فى الجامعة التى تحولت إلى مسلسل يومى يتساءل عنه الناس، متى سينتهى وينهى معه قطع الطرق؟ ثم أزمة مترو الأنفاق فى القاهرة وعذاب مرور شوارعها، ووسائل النقل بين المحافظات، وحكومة الببلاوى ودورها هل هى حكومة تسيير أعمال أم إنقاذ أم خيبة.. مئات من الأسئلة والحكايات يتبادلها المصريون فى جلساتهم ونهارهم وليلهم، ولكن هذا الأسبوع بالتحديد لم تكن البطولة لصعوبة الحياة ولا الجماعة ولا الوزارة ولا الرئيس ولا الدستور فقط كانت بطولة الأسبوع بلا منازع لصافيناز وباسم وغادة.

نعم مصر أم الدنيا ولديها مشاكل قد الدنيا، ولكنها نسيت كل همومها هذا الأسبوع وصار همها الوحيد سر صافيناز الراقصة الوافدة من أوكرانيا التى قالوا عنها إنها ترقص بكل جزء فى جسدها، وفجأة صارت حديث الشارع ولها ألتراس ويبتكر باسمها الشباب أفلام على اليوتيوب، صارت صافيناز، وهو غالباً ليس اسمها، هى محط أنظار مصر بعد رقصة لولبية فى فيلم القشاش وهو فيلم سيئ على كل حال من أفلام العيد التى تموت عادة لحظة تنتهى العدية، ولكن صافيناز أعطت قبلة الحياة لهذا الفيلم فمازال الجمهور يذهب لمشاهدة الفيلم من أجل صافيناز.

فى زمن مضى كانت مصر هى التى تضع للرقص الشرقى القواعد وتصنع نجومه من الراقصات فإذا بنا حتى فى الرقص نخيب منذ سنوات، ونضطر لاستيراد راقصات من الخارج، لا تظن أن الأمر هين، فتقول يعنى هى عيشتنا فُل قوى علشان زعلانة على راقصات مصر بلا خيبة.. ولمثل هؤلاء أقول، الأمر لا يخص احترامك أو عدم احترامك للرقص أو حلاله أو حرامه أو قيمته أو خيبته، الأمر يخص أن الرقص الشرقى الذى كان مُنتجا مصريا صرفا صار منتجا مستوردا، إذاً صافيناز لا تمثل مجرد راقصة ولكنها تمثل خيبتنا حتى فى الرقص.
ثم تأتى من بعد صافيناز التى تهز كل جزء فيها، معركة باسم وغادة، مذيع ساخر ينقسم حوله الجمهور ويحملونه أكثر مما يحتمل وممثلة سخر من تسريحة شعرها فتصرح أنها لن تقاضيه بسبب سخريته منها ولكنها لا ترضى منه السخرية من رموز المجتمع.. يا سلاااام! صحيح أن حلقة باسم كانت مثارا لخلاف أكبر من خلاف غادة، ولكن يظل أن الحديث الأكثر إثارة من أى خلاف حول الحلقة هو شعر غادة ودلالها وبرج السرطان وباروكة باسم وسخريته منها.

لا تظن أو تتخيل أنى أنعت الشعب المصرى بالتفاهة أو السطحية لأن جزءا من اهتمامه هذا الأسبوع راح فى اتجاه صافيناز وباسم وغادة.. لا أبسولوتلى بالإنجليزى أى بالعربية على الإطلاق، ذلك لأن الحياة تحمل كل شىء القيم والتافه، الشر والخير، الأبيض والأسود ودعنى أسوق لحضرتك مثالا على حالة تهز بريطانيا العريقة الرزينة التى يضربون بشعبها المثل فى البرود والثبات، فبريطانيا العظمى سابقًا تهزها آلاف الشكاوى من الجمهور التى تلقتها هيئة تنظيم البث والاتصالات بسبب ليدى جاجا المطربة الشابة التى ظهرت بشكل غير لائق فى برنامج المسابقات إكس فاكتور بنسخته الإنجليزية، واعتبر بعض الجمهور ظهورها منافيا للذوق العام بسبب ملابسها الفاضحة. إذا بريطانيا العريقة فى الديمقراطية والحرية، ويظن أغلبنا أن مقرراتها سهلة أخلاقياً على رأى سعيد صالح فى مدرسة المشاغبين إلا أنها كما تؤكد أخبارها توقفت أمام فستان ليدى جاجا.

إذاً فكل الشعوب والدول بغض النظر عن مشاكلها وطبيعة حياتها تطفو عليها أحياناً بل كثيراً أخبار وقضايا تتصدر المشهد، وقد يعتبرها البعض هيافة، ولكنها ليست كذلك هى فقط جزء من موزاييك يكون حياة الشعوب.. فى بريطانيا ليدى جاجا تتصدر الأخبار، وفى مصر صافيناز وباسم وغادة.. أخرابى!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم سعد

الا صافيناز

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

من قلة الرقاصين دا احنا عندنا الحكومة ولجنة الخمسين احسن رقاصين فى العالم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الحق يقال احنا محتاجين 50 واحده من عينة صافيتاز عشان الاستقرار والنهضه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

ابسطها يارب بس مش بحلة ملوخيه كما حدث مع عبد السلام النابلسى وترتر

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

على عليوه

ماتاهارى

عدد الردود 0

بواسطة:

موني

مصر ام دنيا وهتبقي ده الدنيا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة