أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

قواعد ثورية وقيادات تستقوى بالثورية

الخميس، 17 يناير 2013 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- قبل أن تخرج القشة من عين أخيك عليك أن تُخرج القشة من عينك.. «السيد المسيح»
- يبصر أحدكم القذى فى عين أخيه وينسى الجذع فى عينه.. «حديث شريف»
تذكرت قول السيد المسيح له المجد، وحديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» حينما تأملت «استعلاء» بعض قادة ما اصطلح على تسميته بـ«التيار المدنى»، فهم يتحدثون ليل نهار عما يسمى بـ«الفلول»، خاصة حينما يأتى الحديث عن قادة وطنيين لهم وزنهم مثل السيد البدوى رئيس حزب الوفد والسيد عمرو موسى، وفى نفس الوقت لا يدركون حزمة مكونات الشرعية الأخلاقية التى يجب أن يتحلى بها من يريد أن يطلق على نفسه ليبراليا، مثل قول فولتير: «قد أختلف معك فى الرأى، ولكننى على استعداد أن أدفع حياتى ثمنا لحقك فى الدفاع عن رأيك»، ثانيا: رواد الليبرالية يرون أن التسامح أعلى مراحل الليبرالية، ومن ثم فالاستعلاء حالة متناقضة مع المشروعية الأخلاقية للمواطن الليبرالى.. فما بالنا بأحد قيادات التيار الليبرالى؟

هذه كانت مقدمة لا مفر منها للولوج إلى بعض التشوهات السياسية لجبهة الإنقاذ التى أتشرف بالانتماء إليها من بوابة عضويتى بالتيار الشعبى.. يبقى أن أتوقف عند جدل العلاقة بين التجليات السياسية للجبهة ورموزها ومكوناتها والواقع الاجتماعى، وليأذن لى جميع قادة الجبهة الذين أكن لهم كل احترام وتقدير، والبعض منهم يعدون من أساتذتى الذين شاركوا فى تكوينى فكريا وسياسيا، فهذه الجبهة هى جبهة إنقاذ، أى جبهة مرحلية وليست استراتيجية، وتشبه إلى حد كبير الجبهة التى تشكلت خلف الوفد بقيادة طيب الذكر مصطفى النحاس باشا «1930 - 1935»، وكانت تهدف إلى إسقاط حكم ودستور صدقى، وضمت فرقاء من أقصى اليسار والشيوعيين وصولا إلى العدليين، وبالطبع انتهت تلك الجبهة بتحقيق أهدافها، وبالفعل سقطت حكومة صدقى وسقط دستور 1930، وأعاد الملك العمل بدستور 1923، ولكن من يراجع مواقف حزب الوفد حينذاك لا يجد أى تصريح من زعيم الأمة مصطفى النحاس باشا يُجرّح فى عدلى يكن باشا أو أى من العدليين رغم أنهم كانوا بمنطق ذلك الزمان من حلفاء الملك المنشقين على الوفد، وبتعريفات هذا الزمان «فلول»، أقول النحاس باشا وليس أحد القادة من السياسيين الجدد لحزب حديث النشأة غير مختبر لا اجتماعيا ولا انتخابيا!
التشوه الثانى فى جبهة الإنقاذ والذى عبر عنه «الحوار الأزمة»، هو جدل العلاقة بين قواعد الجبهة وقيادييها.. وبالطبع من الخفة طرح هذه القضية كما لو كانت صراع أجيال، وهذه إشكالية تعانى منها أغلب قيادات الجبهة، وهى النظر للجبهة «كما لو كانت حزبا»، بمعنى أن عضو الحزب ملزم ببرنامج الحزب، ولكن عضو الحزب المكون للجبهة ليس من المفترض التخلى عن برنامجه الحزبى أى فقد هويته فى سبيل الجبهة، بل الحفاظ على برنامج الحد الأدنى للجبهة، والحد الأقصى لبرنامجه الحزبى.. بمعنى أنا اشتراكى أناضل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ولكن برنامج الجبهة لا علاقة له بالعدالة الاجتماعية وغير مطلوب منها ذلك. فليس مطلوبا منى الخلط بين نضالى الحزبى ونضالى من أجل الجبهة.. ولا مطالبة قادة الجبهة بتحقيق برنامج الحزب الذى أنتمى إليه.. وإن كنت أتفهم رؤية الشباب فمن غير المفهوم استخدام بعض التيارات «غير الثورية» لبعض شعارات الشباب الثورى كنوع من الاستقواء غير المبرر لأنه يشبه المثل الشعبى القائل: «القرعة تتباهى بشعر بنت أختها»!!.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة