ناصر عراق

تعظيم سلام لبراءة عادل إمام

الجمعة، 14 سبتمبر 2012 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة أخرى يثبت بعض قضاة مصر أنهم أنقياء الضمير، يتمتعون بنعمة اتساع الأفق، ورحابة الصدر، وها هو المستشار أحمد سميح رئيس محكمة جنح مستأنف الهرم يؤكد انحيازه التام لحرية الفكر والإبداع، حيث قضى الرجل ببراءة كل من الفنان عادل إمام والمخرج شريف عرفة والكاتبين لينين الرملى ووحيد حامد من تهمة ازدراء الدين الإسلامى.

المثير أن المحكمة قالت بعد الاطلاع على المشاهد موضوع الدعوى، إنه تبين لها أن المقصد من هذه المشاهد هو إظهار الجانب السلبى لبعض السلوكيات الخاطئة، وليس ازدراء الدين الإسلامى، كما ذكرت المواقع الإلكترونية أول أمس 12 سبتمبر، هنا تكمن المشكلة التى تعانى منها شعوبنا المتخلفة، وأعتذر عن اللفظ الغليظ، ذلك أننا لم نفهم بعد وندرك قيمة حرية الفكر والإبداع. هذه الحرية التى من دونها لن تتقدم شعوب، ولن تنهض أمم، ولنا فى الدول المتقدمة شرقا وغربا أسوة حسنة، فهذه الدول ما كان لها أن تخترع فواكه الحضارة الحديثة لو كان هناك من يرفع دعاوى ضد الفنانين والكتاب، وما كانت هذه الدول ستقدم للإنسانية كلها هذه الكوكبة المدهشة من الأجهزة والآلات التى تستخدمها حضرتك يوميًا لو كانت تخاصم المبدعين وتسجن الفنانين.

اللافت للانتباه أن الذين يضيق صدورهم بالفنون ونقدها للظواهر السلبية فى حياتنا ويطالبون بمصادرة هذا الكتاب أو منع هذا الفيلم لا يعرفون أن الأدب والفن عموما، يتم الحكم عليه من قبل جمهور الذواقة أولاً والنقاد المتخصصين ثانيا، فإذا كان النص الأدبى أو العمل الفنى جادا وجميلا وممتعا وأصيلا أقبل عليه الناس بحفاوة وامتدحه النقاد بمحبة. أما إذا كان رديئا وركيكا انصرف عنه الجمهور تلقائيا وهجاه النقاد وفضحوا ضحالة من كتبه أو قدمه.

لكن المحزن حقاً أن الذين يجرجرون المبدعين إلى المحاكم بزعم انهم يسيئون إلى الإسلام، أو يقتحمون السفارات الأجنبية ويقتلون موظفيها بحجة أن بلدانهم تسىء إلى الرسول الكريم لا يدركون أن الدين الإسلامى العظيم لا يمكن أن تهتز أركانه لأن فلانا كتب قصيدة أو قصة بائخة، أو أن علاناً صنع فيلما سخيفاً أو مسرحية بائسة، ذلك أننا باعتبارنا مؤمنين ومسلمين ينبغى أن ندرك تماماً أن ديننا العظيم ثابت ومكين، ولن يقدر نص مشبوه أو فيلم تعيس أن يخلخل إيماننا ويحطم مقدساتنا، لذا علينا التعامل مع هذه المسائل بحكمة وروية، لا بالعنف والقتل!

باختصار.. المصادرة والمنع ورفع الدعاوى وحبس المبدعين واقتحام السفارات وقتل السفراء الأجانب لا يمكن لها أن تحجب النصوص الأدبية أو الأعمال الفنية عن الناس مهما كانت درجة جودتها أو رداءتها، لأن التكنولوجيا وفرت النشر بكل يسر، كما أن المواقف المتطرفة التى يتخذها متشددون ضد المبدعين وإنجازاتهم لن تحول دون أن يطلع الناس على ما يقدمه هؤلاء المبدعون.

أما عادل إمام.. هذا الفنان الرائع الذى أسعد الملايين طوال أربعين عامًا فأقول له: ألف مبروك هذا الحكم التاريخى ببراءتك، والتحية واجبة للقاضى الشجاع والحصيف، فنم مطمئنا أيها الفنان المتفرد، ونحن ننتظر منك أعمالاً جادة وجميلة ومثيرة، ولا تنشغل بأصحاب العقول الضيقة والقلوب السوداء، لأننا من الطبيعى أن نتساءل بيقين، ونحن نعرف الإجابة مقدمًا: من منا لا يحب عادل إمام؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

أنا لاأحبه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة