زينب عبداللاه

الكوسة ونجل الرئيس وحرمه

السبت، 07 يوليو 2012 10:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أنا مابحبش الكوسة" كانت هذه العبارة أول تصريحات الرئيس المخلوع مبارك بعد توليه رئاسة مصر عام 1981، والتى نشرتها مانشيتات الصحف وهللت للرئيس الجديد "اللى مابيحش الكوسة"!!

والكوسة كما نعلم هى رمز للمحسوبية والاستثناءات الفاسدة، و أبرزت الصحف حينها حرص الرئيس مبارك على عدم منح أى امتيازات خاصة لزوجته وأبنائه.

ولكن مرت السنون وتولدت تدريجيا حالة من العشق بين مبارك وأفراد أسرته وبين الكوسة، حتى وإن لم يكن يحبها فى بداية توليه السلطة ولكن تولد هذا العشق ونما وترعرع فى ظل حالة التملق والنفاق لمبارك وزوجته وأبنائه، فشعروا بأن مصر أصبحت ملكا لهم، وأن لدى كل منهم قدرات فذة ومميزة لا تتوافر لغيرهم.
ومن الظلم الادعاء بأن أسرة مبارك دخلت قصر الرئاسة وهى تحمل هذه الأحاسيس السلطوية وهذا العشق للكوسة، ولكن ساهم فى صنع هذه الأحاسيس المتملقون والمنافقون وتسليط الضوء الإعلامى على كل صغيرة وكبيرة من أفعال وأقوال أسرة الرئيس حتى شعر أفرادها بالانتفاخ، وحصدنا نتيجة ما فعلنا وما فعلوه خلال 30 عاما.
ورغم الفروق الواضحة بين كل من أسرة الرئيس المخلوع مبارك وأسرة الرئيس محمد مرسى، ورغم أننا قمنا بثورة سالت فيها دماء بريئة حتى نتحرر من الفساد والنفاق ومن كل الأصنام، إلا أننا نصر على السير فى نفس النهج الذى اكتوينا بناره، حين ساهمنا فى تضخيم حب الظهور والسلطة لدى أسرة مبارك.

ولا ننكر أن أسرة الرئيس محمد مرسى لم تسع إلى الإعلام ولم تحرص على الظهور الإعلامى، وعلى أن تكون أخبارها وأفعالها وأقوالها فى بؤرة الأضواء، ولكن سعى إليهم الإعلام محاولا اقتحام حياتهم ومعرفة تفاصيلها ونشر أخبار منها الصحيح ومنها ما هو غير ذلك، وانطلقت العناوين تحمل أخبار نجل الرئيس الذى ذهب لامتحان الثانوية العامة فى صحبة الحرس الجمهورى والتساؤلات حول كونه أدى الامتحان فى لجنة خاصة أم لا، ثم ترد وزارة التعليم نافية هذه الأخبار، وتتهافت وسائل الإعلام للحصول على تصريحات من أبناء الرئيس وحرمه، فهل سيعود ابنه الطبيب الذى يعمل فى السعودية إلى مصر بعد أن أصبح والده رئيسا، وكيف يتواصل الأب الرئيس مع ابنه الذى يعمل ويعيش فى الشرقية، وما رأى أبناء الرئيس فى حزب الحرية والعدالة وهل هم أعضاء فى الحزب؟!
كما حاول البعض معرفة بعض الأخبار المتعلقة بالرئيس من خلال أسرته وأبنائه فيما يتعلق بحلف اليمين الدستورية ودور أسرته فى حياته السياسية وزيارة حرمه لأسرة أحد الشهداء ونشر صورها مصحوبة ببعض التصريحات، ثم نشر أخبار عن مقابلة ابن الرئيس للشيخ راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة التونسى فى المطار وتسليمه قلادة هدية من الرئيس مرسى ثم نفى ابن الرئيس لهذه الأخبار.

وهكذا قد يستمر هذا المسلسل وهذه الممارسات حتى تصبح أخبار أسرة الرئيس وأنجاله وحرمه جزءا من حياتنا، والأسوأ أن تتحول لتصبح جزءا من حياتهم وأن يعتادوا أن تصبح أخبارهم محطا لاهتمام وسائل الإعلام، وأن نساهم بأفعالنا وأقوالنا فى أن تتغير أسرة الرئيس وتجذبها تدريجيا نشوة الأضواء والسلطة، وإذا حدث هذا فلا نلوم إلا أنفسنا لأننا نحن الذين نصنع الأصنام ثم نعبدها ولا نتعلم من أخطاء الماضى، فأنجال الرئيس وحرمه بشر وليسوا ملائكة والسلطة اختبار وابتلاء تزداد صعوبته بأفعالنا ونفاقنا وتملقنا للرئيس وأسرته.

فهل نكرر أخطاء الماضى ونساهم فى أن يفشل الرئيس وأسرته فى هذا الاختبار؟ وإذا كان الطريق إلى عشق الكوسة يبدأ بأخبار نجل الرئيس وحرمه، فهل نريد أن يعشق رئيس مصر الجديد وأسرته الكوسة كما عشقها أسلافهم؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم عربي مصري

أحيي الكاتبة

عدد الردود 0

بواسطة:

محب لرسول الله ودين الله

بارك الله فيكى

والله لم يجانب كلامك الصواب فهو عين الصواب

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو اجمد

توجيه مش فى محله

عدد الردود 0

بواسطة:

مازن

لك التحية

عدد الردود 0

بواسطة:

nasser elsersy

رأي محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

عزت السنجراوي

لاوجه للمقارنه

عدد الردود 0

بواسطة:

منال

ابعدوا انتو عننا وهى تعمر

عدد الردود 0

بواسطة:

ام عبد الله

رسالة الى الاعلام

عدد الردود 0

بواسطة:

فؤاد كامل

ماتقولش وطنى ولا أخوان

عدد الردود 0

بواسطة:

Abdelfattah

إياكم والوقوع في أعراض الناس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة