ناصر عراق

نظام عمر سليمان مازال يحكمنا!

الأربعاء، 25 يوليو 2012 09:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أدركت الآن لماذا أصرت مؤسسات الدولة على تنظيم جنازة رسمية للواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق حسنى مبارك؟ وهل تبين لك كيف أوفد الرئيس الحالى الدكتور محمد مرسى، مندوباً عنه ليتقدم هذه الجنازة؟ وهل لاحظت الحزن البادى على السيد المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو يتقدم كوكبة الرجال الرسميين أمام النعش، بينما طلقات المدفعية تنطلق بمهابة؟

سأتطوع بالإجابة وأخبرك: إن هذه الحفاوة الرسمية بنائب رئيس الدولة المخلوع، تؤكد أن نظام حسنى بمبارك ما زال يحكمنا، وأن انتخابات الرئاسة واختيار رئيس جديد للبلاد لم يغير شيئًا فى أن الذين يسيطرون على مقاليد الأمور فى البلد مازالوا هم هم! وأن الثورة المجيدة التى أشعلها شباب مصر العظيم فى 25 يناير من العام الماضى لم تسفر عن تغيير حقيقى فى بنية السلطة!

المثير للعجب أن فريقين أذرفا الدموع الساخنة على رحيل الرجل: قادة إسرائيل والنظام الجديد فى مصر، إذا كان وضع مرسى مكان مبارك يمثل جديداً أصلاً! فقادة إسرائيل أعلنوا أنهم برحيل عمر سليمان قد فقدوا رجلاً أدى لهم خدمات جليلة، كما وصف أحدهم مبارك بأنه (كنز استراتيجى لإسرائيل).. أما النظام فى مصر فقد أقام لسليمان جنازة مهيبة على الرغم من أن الرجل سقط معنوياً وأدبياً مع سقوط رئيسه وإزاحته من عرين الرئاسة، فهل إذا مات مبارك الآن ستقام له جنازة عسكرية، مادام لم تنزع عنه الرتب العسكرية، كما قالوا عن سليمان؟

أعرف تماماً أنه لا شماتة فى الموت، ولا تشف فيمن يرحلون، ولكننا نتحدث عن مستقبل شعب ذاق الأمرين على يد نظام مبارك وزبانيته، وعمر سليمان واحد من أهم وأقوى رجال هذا النظام البائس!
ماذا يعنى كل هذا؟ وما العمل؟

يعنى أن وجود رئيس جديد لمصر (محمد مرسى) لم يغير من خريطة توزيع الثروة والسلطة شيئاً، فالطبقة التى تستحوذ على الحسنيين منذ أربعين عاماً مازالت تهيمن على السلطة السياسية والثروة الطائلة، والفقراء مازالوا يكابدون أوضاعاً بائسة ولا يبدو أن هناك ضوءًا مبشراً فى الأفق البعيد.. ولعلك لاحظت أن وعود الرئيس مرسى باختيار حكومة جديدة وتكوين مجلس رئاسى فور تسلمه السلطة ذهبت أدراج الرياح، فما زال الجنزورى، رجل مبارك العجوز، يقود الحكومة ولم يستطع الرئيس حتى اختيار ثلاثة نواب له (شاب وقبطى وامرأة) كما قالوا لنا!

إنه الصراع على توزيع الغنائم بين الكبار، والذى لم يحسم بعد، أما الملايين من فقراء هذا البلد الأمين، والذين شاركوا فى الثورة وقدموا مئات الشهداء وآلاف المصابين، فقد تم طردهم من نعيم السلطة، وحرمانهم من خيرات وطنهم.

قلت كثيرًا وقال غيرى إنه لا أمل إلا بتأسيس حزب سياسى ثورى يضم تحت لوائه العمال والفلاحين والموظفين الصغار والسياسيين الشرفاء المؤمنين بقضايا البسطاء، هذا الحزب سيسعى بكل طاقاته الثورية إلى المشاركة فى الانتخابات المقبلة: الرئاسية والبرلمانية والمجالس المحلية من أجل الوصول للسلطة بشكل سلمى ليحقق أهداف الثورة التى سرقها النظام القديم وحلفاؤه من الإخوان المسلمين، وإذا لم تصدقنى.. تأمل مشهد الجنازة العسكرية لعمر سليمان.. وتعجب!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

fayez

ياراجل افهم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الشيخ

وقفة مع الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو منصور

صدقت

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

هذا لن يجدي

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد لبيب

كلامك كله فارغ

عدد الردود 0

بواسطة:

فاهم بس مدكن

فطرتني ياراجل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابو الحسن

فلسطين للمرة الخمسين

عدد الردود 0

بواسطة:

م.السيدخضر

هل يعقل؟

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد محمود

دائن تدان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة