ناصر عراق

الانتقام من المصريين فى العباسية!

السبت، 05 مايو 2012 09:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا اتفقت معى على أن من يملك السلطة ويحكم.. يتحتم عليه الحفاظ على أرواح الناس، وأكرر أرواح الناس، فإن دماء المصريين التى سالت فى الأيام الأخيرة فى ميدان العباسية (نحو 22 قتيلاً، و370 مصابا) يسأل عنها المجلس العسكرى فى المقام الأول، لأن السلطة كلها بين يديه منذ 11 فبراير من العام الماضى، فهو الذى يصدر الأوامر ويعلن القرارات، وهو الذى يملك المال والسلاح، لذا فهو المسئول الأول عن حماية المصريين، كل المصريين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو عقائدهم الدينية.

صحيح أن الذين توجهوا فى البداية نحو الاعتصام قرب وزارة الدفاع قد اختاروا الطريق الخطأ فى التعبير عن احتجاجهم على استبعاد كبيرهم السيد حازم أبو إسماعيل من الترشح لانتخابات الرئاسة، والذى اختفى من المشهد الأخير بعد طنين إعلامى مزعج، إلا أنه كان من الواجب على المجلس الذى يملك السلطة أن يوفر لهم الحماية الواجبة، ويدعوهم إلى الانصراف بالتى هى أحسن إذا شعر أن اعتصام صغير أمام وزارته يخدش كبرياءه العسكرى!

أما بقية القوى السياسية التى تنادت نحو العباسية لنجدة المعتصمين حين انهالت عليهم رصاصات الغدر، فقد خانها التوفيق أيضاً، ذلك أنه كان من المنطقى دعوة المحتجين إلى العودة والاحتشاد فى ميدان التحرير، رمز الثورة الأهم والأنصع والذى يجمع كافة الفصائل السياسية المختلفة، بدلاً من التظاهر والاعتصام فى ميدان آخر أقل حضوراً ومساحة، فضلاً عن أنه كان مرتعا لأنصار الرئيس المخلوع قبل سقوطه المدوى!

باختصار.. لم يكن، ولن يكون ميدان العباسية رمزاً لثورة شعب عظيم، بل مكاناً تختلط فيه المكائد السياسية بالطموحات المشبوهة بالنيات الساذجة، وهذه هى الخبرة التى جنيناها للأسف من هذا الميدان منذ اندلعت الثورة فى 25 يناير 2011 وحتى هذه اللحظة!

أما المجلس العسكرى، فعلينا أن نتذكر جيداً أنه يمثل الوجه المسلح والخشن للطبقة الرأسمالية الجشعة والمشبوهة التى تحكمنا منذ عقود طويلة، وأنه اضطر تحت الضغط المهول لثورة الشعب، أن يزيح سريعاً رئيسه (مبارك) وبعض رجاله الفاسدين، من أجل الحفاظ على الطبقة نفسها ككل قبل أن تسقط تحت أقدام الثائرين (الشباب/ العمال/ الفلاحين/ المثقفين المحترمين/ السياسيين الشرفاء/ العاطلين.. إلخ) الباحثين عن العدل والحرية والكرامة!

لذا لم يتردد هذا المجلس فى الانتقام من المصريين الثائرين كلما سنحت له الفرصة، ولنتذكر ما فعله عند مسرح البالون والعباسية الأولى وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وبور سعيد.. ثم مجزرة العباسية الأخيرة، ولا تنس أن الجناة حتى هذه اللحظة مجهولون، ولعل التهديد الذى أطلقه اللواء ممدوح شاهين فى المؤتمر الصحفى الأخير للمجلس العسكرى بأن قانون الطوارئ لم يلغَ، يكشف مدى إصرار هذا المجلس على الاستحواذ على السلطة بكافة الوسائل، الأمر الذى قد يؤدى إلى تأجيل انتخابات الرئاسة بحجج كثيرة. كما لا يجب أن نغفل دور الفلول وقادة أمن الدولة (الذين سقط جهازهم القمعى المخيف) فى تأجيج الأحداث وإشعال الحرائق حتى يكره الناس الثورة وشبابها البطل ويترحموا على مبارك وزبانيته.
نعم.. لقد أخطأ الثوار حين تركوا ميدان التحرير ليلة 11 فبراير المشهودة، ولم يشكلوا حزباً سياسياً يعبر عن مصالح فقراء هذا البلد وحقهم فى الحرية والعدل، لأن الحزب السياسى الثورى الشريف هو التنظيم الوحيد القادر على مواجهة طغيان الحكومات المشبوهة. ومع ذلك فنيران الثورة المقدسة مازالت تستعر فى قلوب الملايين من شرفاء مصر، على الرغم من المحاولات الدءوبة لتشويه الثورة والثوار، وبالتالى هناك ضرورة قصوى لتأسيس هذا الحزب الثورى الحقيقى فى التو واللحظة لمواصلة الطريق نحو استكمال ثورة عظيمة غدرت بها وخطفتها قوى متعددة هى تحديداً: (مجلس عسكرى يمثل الطبقة التى كادت تنهار/ قادة جماعات الإسلام السياسى، وليس شبابها/ فلول النظام الساقط/ قادة أجهزة الأمن القمعية/ رجال أعمال مشبوهين).

نعم.. الصورة واضحة الآن أكثر من أى وقت مضى، فالشعب بطبقاته الفقيرة والمقهورة فى ناحية، والذين يحكمون ويخططون لاستمرار النهب والظلم فى ناحية أخرى تماماً، ولا مجال هناك للتوافق بينهما على الإطلاق.
ولا تقل لى من فضلك (كلنا مصريون)، لأن حسنى مبارك (مصرى)، والفلاح والعامل والموظف البسيط (مصريون) كذلك، ومع ذلك لم يتورع مبارك ورجاله (المصريون) من نهب وقهر وإذلال الغالبية العظمى من الشعب (المصرى) أيضاً!
أليس كذلك؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

هذا مقال يجب تدريسه للثوار

عدد الردود 0

بواسطة:

KHALED

لقد اصبت

نعم لقد اصبت الحقيقة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

و مين اللي بيدمر مصر في رأيك ؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

شريف

متفق تماما مع صاحب التعليق رقم 1

متفق تماما مع صاحب التعليق رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب

الشعب ضد سياسات العسكرى ولكن ماذا يحدث لو تم احتلال وزارة الدفاع وتدميرها

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

يا سلام عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام مطر

حبيبى ناصر خانك قلمك هذه المره

عدد الردود 0

بواسطة:

سهام فوزى

سلسله من الاحداث الداميه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة