أكرم القصاص - علا الشافعي

سليمان شفيق

مايكل نبيل والرهان السياسى الفاشل

الخميس، 27 ديسمبر 2012 11:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليست بالأحجار.. بل بالتصريحات، حول زيارة مايكل نبيل إلى إسرائيل، وقبل أن نخوض فى القضية نود أن نلفت الأنظار إلى أن مايكل فى خطابه بالجامعة العبرية أدان رؤساء مصر جميعًا وفق معلومات خاطئة تمامًا: عبد الناصر والسادات كانا عضوين فى ميليشيات الإخوان!!، كذلك «حركة القوميين العرب حركة معادية للسامية»، وأنها والحركة الصهيونية نشأتا سويًا!!. ومن المعروف أن حركة القوميين العرب نشأت فى نهاية الأربعينيات، ومن مفارقات القدر أن الطور الثانى للحركة القومية ظهر على يد مفكرين مسيحيين مثل ميشيل عفلق، فى حين أن الحركة الصهيونية ظهرت على يد هرتزل فى نهاية القرن التاسع عشر.
بعيدًا عن تبادل الاتهامات والإدانات، فإن مايكل ليس أول من زار الجامعة العبرية، فيبدو أن ذلك هوى قديم تحمله الأجيال المختلفة جيلاً بعد جيل. الزيارة الأولى جاءت من أستاذنا الكبير أحمد لطفى السيد، الذى خطب أيضًا فى حفل افتتاح الجامعة العبرية مبديًا إعجابه بالتقدم العلمى الصهيونى!، كما زارها الكاتب على سالم، حملت زيارته دلالات مختلفة عن الزيارة السابقة، لأنها كانت زيارة تطبيعية للكيان المغتصب، الذى لم يزر فقط الجامعة العبرية، بل زار المزارع الجماعية الصهيونية، وأشاد بالتجربة الإسرائيلية، والآن مايكل نبيل، مع فارق التشبيه بين قامات عظيمة وشاب صغير مراهق سياسى، وكذلك الاختلافات بين الظروف التاريخية المختلفة.

على الجانب الآخر، نجد مكرم عبيد الذى زار القدس 1931، وتضامن مع نضال الشعب الفلسطينى، وأكد أن «فكرة الفرعونية كانت تمثل حركة لفصل مصر عن الدول العربية الأخرى». كان ذلك الموقف غير تقليدى، ليس بالنسبة لسياسى قبطى فحسب، ولكن مقارنة بأى سياسى مصرى فى ذلك الوقت. وفى عام 1939 كتب مكرم عبيد مقالاً بعنوان: «المصريون عرب» ناقش فيه للمرة الأولى قضية الوحدة العربية، مشيرًا إلى أن «التاريخ العربى سلسلة متصلة، بسبب اللغة، والثقافة العربية»، ويضيف عبيد: «وأن على العرب أن يسلكوا الطريق الذى سلكه الأوروبيون، بأن يقيموا تنظيمًا يلتفون من خلاله فى ميثاق قومى واحد، لبذل الجهود من خلال النضال العربى المشترك، من أجل الحرية والاستقلال»، هكذا كان مكرم عبيد متقدمًا عن معظم الأفكار المطروحة قبل تأسيس الجامعة العربية بست سنوات وإلى الآن.

وإذا أضفنا إلى ذلك مواقف الكنيسة من مفهوم العروبة والتعريب من البابا غبريال ابن تبريك، فى القرن العاشر، إلى البابا شنودة الثالث فى القرن العشرين واستمرار ذلك مع البابا تواضروس الثانى حاليًا، سنكتشف أن الشاب مايكل نبيل أسوأ مدافع عن أعدل قضية وهى قضية السلام، كما أن قطاعًا كبيرًا من الأجيال الشابة تتعامل مع مفهوم العروبة وكأنه مفهوم عرقى فقط.. والبعض الآخر خاصة فى أوساط الشباب القبطى يراه من منظور طائفى!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة