محمد الغيطى

لغة التهديد والإرهاب واحتكار الدين والحقيقة

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لغة التهديد والإرهاب التى تحدث بها الشيخ حازم أبوإسماعيل هى ذاتها لغة المرشد والشاطر والكتاتنى والبلتاجى وعاصم عبدالماجد ومعظم رموز تيار الإسلام السياسى خلال الأيام والساعات الماضية، لغة تتحدث عن حماية الشرعية حتى لوكانت على حساب جثة الوطن وحتى لو سال فى سبيلها بحور من دم المصريين، أية غطرسة وأى غرور تنطوى عليها لغة هؤلاء؟ ومن أين جاءوا بكل هذا «العند»؟ ولماذا ولصالح من؟، تحدثهم عن حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى يحدثونك عن حصار قصر الاتحادية ومظاهرات التحرير، تقول لهم إن مظاهرات التحرير والاتحادية سلمية يقولون لك ونحن مستعدون لحماية الشرعية حتى آخر شهيد، ثم هم يزورون الحقيقة، ويضغطون على أهالى الضحايا فى المستشفيات ليقرواـ بغير الحقيقة- أن أبناءهم كانوا من مؤيدى الرئيس، حدث هذا مع العديد منهم، صورة أحد المصابين التى كانت خلف المرشد وهو يلقى بيانه، وحدث ذلك مع محمد عبدالمنعم الذى حدثتنى شقيقته إيناس عبدالمنعم وهى تصرخ قائلة: أخى مضروب بالرصاص الحى وفى غيبوبة بالقصر العينى الفرنساوى، وفوجئنا بشخص يأتى للمستشفى ليأخذ بياناته ويقول لإدارة المستشفى إنه من الإخوان، بينما أخى خرج مع الشباب الثائر ضد مرسى، وأنا هنا لا أفعل مثلما فعل الأخ صفوت حجازى الذى قال إن قتلاهم فى النار وشهداؤنا فى الجنة فى عملية فرز وتجنيب مستفزة لدم المصريين، أنا هنا ضد كل أشكال العنف ضد من تعرضوا لصبحى صالح، رغم اختلافى معه، وضد من ضربوا أبوالعز الحريرى، ومحمد أبوحامد.. العنف لا يقابله إلا العنف.. والدم لا يفجر إلا الدم، والوطن لن يحصد إلا الموت ومرارة الفقد ومتاهة الضياع والخراب والدمار.. وما يثير الغيظ هنا، أن أحداً من رموز الإسلام السياسى لا يتكلم بلغة العقل والحكمة، رغم أننا فى الأشهر الحرام، الجميع يدق النفير ويعتبرها حلبة صراع دموى، لغة المتحدثين منهم لا تعرف التهدئة أو تفضيل الحوار والتفاهم والتوافق، انظروا لكلمات الأخ أبوإسماعيل، الرجل وجه حديثه لأبنائه من «الحازمون» ودعاهم للاحتشاد أمام مدينة الإنتاج الإعلامى قائلاً: «عايزين 2.3 مليون رجال ونساء ينزلوا ويمنعوا الإعلاميين ولو بالقوة». وما يحدث أمام الإنتاج الإعلامى غير مسبوق، ويعنى غيابا كاملا لفكرة الدولة، وحضورا تاما لشريعة الغاب والإرهاب. أفهم أن من يختلف معك فى الرأى ترد عليه بالرأى، وهذا يحدث فى الفضائيات السلفية والدينية وبمفردات لغة تصل لحد السب العلنى، ولا أحد يزجر هؤلاء، كان معى فى مداخلة على الهواء المهندس السلفى عاصم عبدالماجد، وأخذ يسب التيار المدنى ومعارضى الرئيس، وعندما طلبت منه حذف كلمات السباب صعد لهجته وتحدث بغطرسة، جعلتنى أقول له القرآن يقول «وجادلهم بالتى هى أحسن» فأنكر على أن أحدثه بالقرآن، وكأنه يحدث مشركاً واضطررت أن أسأل هل هذه لغة من يتحدثون باسم الإسلام.. ثم انظروا لكلمات وجدى غنيم الذى يحرض لقتال من يعارضون الرئيس، وصلبهم، والقبض عليهم باسم الدين، لأنهم خارجون على «ولى الأمر» هل هذا ما كنا ننتظره بعد ثورة شعبية حلمت بالحرية والعدل والكرامة ؟ ثم انظروا لكلمات خيرت الشاطر الذى اعتبر الملايين التى خرجت لرفض الإعلان الدستورى ومسودة الدستور، بأنها مجرد بضعة آلاف وليس لهم قيمة.. لماذا لغة الإقصاء واحتكار الحقيقة والترهيب باسم الدين.. نحن نريد رأب الشرخ أو «الفلق» حسبما وصفه هيكل، والذى لن يؤدى إلا لهلاك وطن بأكمله.. وانتم تتحدثون عن رضوخ أقلية لا أغلبية.. لا حل الآن إلا أن يسمع الجميع للجميع، فهل فيكم من يسمع ويعى قبل أن يعم الحريق؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Ayman Lotfy

يا عم أنت باصص فين ....

عدد الردود 0

بواسطة:

يسرى من أمريكا

التقسيم قادم لامحالة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة