ناصر عراق

انسحب البرادعى.. فمتى ينسحب العواجيز؟

الثلاثاء، 17 يناير 2012 10:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كان للدكتور محمد البرادعى فضل لا ينكر فى شحذ همم الشباب، وتحريضهم ضد نظام مبارك، حتى تحقق الإنجاز المشهود، وطرد الرجل من عرين الرئاسة، فهل يكون لانسحابه مؤخراً من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فضل ما فى تراجع عدد من العواجيز عن الهرولة نحو الكرسى الأهم والأشهر فى مصر؟

لا ينكر الدور المؤثر للدكتور البرادعى فى تحريض الشباب على الثورة إلا جاحد، ولا يمكن إغفال جسارته ضد أجهزة الأمن الباطشة لمبارك، وسوف يدخل الرجل تاريخ مصر الحديث من أبواب الشهامة والجرأة وحب الوطن، ومع ذلك كنت أحد الذين يرفضون توليه منصب رئيس الجمهورية، وقد كتبت ذلك أكثر من مرة (راجع من فضلك مقالى البرادعى ودور الفرد فى التاريخ 1/7/2010، المنشور فى "اليوم السابع" قبل اندلاع ثورتى مصر وتونس).

لماذا؟
لأن مصر التى خرجت من كهوف الاستبداد والفقر والجهل فى حاجة إلى رئيس شاب لا يتجاوز عمره الخامسة والأربعين عاماً بأية حال من الأحوال. رئيس يمتلك الصحة والعافية ويتمتع بخيال خصب يدفعه إلى أن يبتكر حلولاً لجبل المشكلات المتراكمة منذ عقود. رئيس نشيط وقادر بحكم سنّه على إدارة ومتابعة الخطط التى يتم إقرارها. رئيس لا ينشغل بمواعيد أخذ الحقنة وابتلاع حبة البرشام وقياس معدل الضغط!

أما الدكتور البرادعى فقد بلغ السبعين، رعى الله أيامه ولياليه، وهو عمر كبير نسبياً لا يستطيع فيه المرء تحمل قيادة بلد منهك وضخم مثل مصر. وعليه أعتقد أن قراره بالانسحاب من الترشح لمنصب الرئاسة قرار حكيم، حتى وإن كان للرجل أسباب أخرى أدت إلى اتخاذه مثل هذا القرار، وهو محق فيها بلا ريب.

حسناً.. ستسألنى ماذا نفعل مع أصحاب الخبرة والكفاءة والضمير الحى إذا كانوا كباراً فى السن، وبلغوا من العمر عتياً؟ هل نحذفهم من خارطة حياتنا؟ هل نهجرهم ونخاصمهم؟ هل نسجنهم فى بيوت المسنين، ونتركهم يمضغون حنظل الحسرة على ما فات؟

لا.. لا نفعل أى شىء من هذا، حيث ينبغى أن نستفيد من خبراتهم الثمينة وتجاربهم الناجحة، ولكن باعتبارهم مستشارين، لا أصحاب سلطة وقرار. نعم علينا أن ننصت لهم، ونصيخ السمع لما يقولون، فإن كان يثرى عملنا ويعزز قراراتنا، فأهلاً بما قالوا وبما أشاروا. أما إذا كانت آراؤهم تتكئ على المنطق القديم والرؤى البالية، وتخاصم أحلام الشباب فى تشييد مجتمع أكثر عدلاً وحرية وجمالاً، فلا ضير ولا ضرار. ولا مانع من أن نقول لهم بلطف (شكر الله سعيكم)!

حقاً.. لقد أصاب البرادعى بقرار الانسحاب من ماراثون الترشح لمنصب الرئيس، بغض النظر عن أسبابه، فهل يتعظ العواجيز الذين يحلمون بالجلوس على الكرسى الأشهر، أو الذين يقبعون عليه بالفعل؟ علماً بأن عمرو موسى تجاوز الخامسة والسبعين، والفريق أحمد شفيق فى السبعين والدكتور الجنزورى بلغ الثامنة والسبعين والمشير فى السادسة والسبعين...وهلم جرّا!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

صحيح

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

انا مع الشباب بعد اعداده وتدريبه - البرادعى قانونى مخضرم وادارى محنك وسياسى بارع

عدد الردود 0

بواسطة:

د. احمد

السن و قيادة الامم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

الرئيس القادم

عصام سلطان مستوفى شروط الرئيس القادم

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور ماجد

البرادعى لم ينسحب لكبر سنه يا أستاذنا! لكن لتأكده من إنهيار شعبيته و لإنفضاح علاقته بأمريك

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال عبد الناصر

أصبت ورب الكعبه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد على

لمادا ثار الشباب ادن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة