أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شومان

أهم ما أنجزته ثورتنا

الأحد، 01 يناير 2012 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقترب ثورتنا من إكمال عامها الأول فى مناخ من الانقسام والشك فى نجاحها وقدرتها على تحقيق أهدافها فى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. لكن تعالوا ننظر إلى نصف الكأس المملوءة بالماء أو حتى ربعها، عوضا عن التركيز على النصف الفارغ الذى يقود إلى اليأس والإحباط، والبكاء على ضياع الثورة.

الحديث عن النصف الممتلئ أو منجزات الثورة لن يرضى فصيلين: الأول من الثوار الحقيقيين المخلصين إضافة إلى مدعى البطولة والباحثين عن الشهرة، والثانى قوى الثورة المضادة!!

الفصيل الأول يستغل مشاعر الجماهير التى لديها حقوق وتطلعات مشروعة فى التغيير السريع والحصول على مكاسب فورية، ويركز على أن الثورة لم تغير شيئا بل إنها ليست ثورة مادام نظام مبارك لم يسقط، فرجال مبارك فى الحكم، والمجلس العسكرى لايدير البلاد بمنطق الثورة. لذلك انتشر القول إننا قمنا بنصف ثورة أو ثورة مسروقة لأن الثوار لم يستلموا السلطة.

والمشكلة أن حديث الثورة المغدورة ينشر ثقافة اليأس والخوف، التى يستغلها فصيل الثورة المضادة لخطاب «مفيش فائدة»، فقد ثار المصريون وقدموا تضحيات هائلة، ومع ذلك لم يتحقق التغيير المنشود بل تراجع الاقتصاد والأمن والاستقرار. وينشر خطاب الثورة المضادة الخوف بين المصريين، فهم غير قادرين على إدراك مؤامرات أعداء الداخل والخارج التى تهدد بتقسيم وخراب مصر.

أرجو ألا نستسلم لخطاب الفصيلين حتى نتمكن من الحكم بشكل واقعى وموضوعى على مسار ثورتنا فى عامها الأول وما حققته من نجاح. ولاشك أن هناك سلبيات وصدامات وانقسامات كان من الممكن تجنبها. لكن مازال هناك أمل وقدرة على العمل المشترك بين كل المصريين لاستكمال تحقيق أهداف الثورة. ولاشك أن استعادة الأمل وتجديد الثقة بين شركاء الثورة ومن كل التيارات الفكرية السياسية والفكرية كفيل بتحقيق الانتصار. ولتكن البداية من الاتفاق على إنجازات الثورة وتعظيمها، أقصد النصف أو حتى الربع الممتلئ من الكأس.

لدينا إنجاز الإطاحة بمبارك ونخبته التى أشاعت الفساد والإفساد والتخريب فى كل المجالات. ولدينا النجاح فى تقديمهم للمحاكمة.

لدينا إنجاز إسقاط التوريث وتأكيد قيم الجمهورية ووضع قيود فى استفتاء مارس الماضى على فترات الترشح وصلاحيات الرئيس. ولدينا خطة طريق لانتخابات ودستور جديد وتسليم السلطة لحكومة ورئيس مدنى قبل يوليو القادم.

لدينا إعلام أكثر حرية، وقانون جديد للأحزاب سمح بإدماج التيار الإسلامى لأول مرة فى العملية السياسية، لدينا نجاح أول انتخابات برلمانية نزيهة فى مجملها منذ أكثر من 60 عاما، لدينا احترام وتقدير العالم فى قدرة المصريين على الثورة، وعلى تقديم درس بليغ للعالم فى الثورة الشعبية السلمية التى يصنعها ملايين الناس فى الشوارع والميادين.

لكن يبقى أهم إنجازات ثورتنا، ممثلا فى استعادة شعب مصر العظيم ثقته فى نفسه وقدرته على الثورة والتحرر من قيود ثقافة الاستبداد والخنوع والخوف. هذا التحول هو الضامن الوحيد لاستمرار ثورتنا ونجاحها فى تحقيق أهدافها والانطلاق لنهضة كبرى، لقد انتصر الشعب على خوفه وتيقن من قدرته على الثورة وتحدى السلطة فى أى وقت تخرج فيه عن المسار الصحيح أو تتغول فى استغلال صلاحياتها. من هنا تكررت موجات الثورة خلال العام الأول من عمرها، ومن المهم الحفاظ على هذه الروح الثورية والإبقاء عليها جنبا إلى جنب مع مسار الانتخابات والبرلمان والرئيس المنتخب. لقد انتزع الشعب حقه فى التظاهر والاعتصام السلمى بما لا يخالف القانون ولابد من احترام الجميع لهذا الحق. انتهى ياسادة عصر التفويض المطلق والمستمر لبرلمان أو رئيس ينتخبه الشعب كل 4 أو 5 سنوات، بل لابد من حضور الشعب والاستماع إلى صوته باستمرار وفى كل الأوقات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابراهيم

نعم الكاتب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود السيد

مقال ايجابي ومتفائل

عدد الردود 0

بواسطة:

ام عمر

مقال مميز بتفائل والرغبه فى بناء الوطن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة