حنان شومان

محاكمة القرن وحسن سبانخ

الإثنين، 08 أغسطس 2011 03:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشرات، بل قل مئات، هم من كتبوا يعلقون على ما أُطلق عليها محاكمة القرن، تلك المحاكمة التى ضمت أركان نظام مبارك فى سلة واحدة، أو بتعبير أدق فى قفص واحد. وإن كنت أرى أن غياب بعض وجوه من أركان هذا النظام مثل أحمد عز، وصفوت الشريف، وفتحى سرور، قد أخل قليلاً بمجمل الصورة، إلا أنه خلل قد يكون له قبول ربما قانونى. محاكمة القرن كما أطلقوا عليها ألهبت أقلام الكتاب وألسنة الدعاة والمشايخ، وربما العراك بين بعض من الشعب، والبعض الآخر، من مؤيد ومعارض.

ولكن الغريب والمدهش على الأقل بالنسبة لى أن كل من تحدث أو علق أو حتى اختلف لم يكن ينظر إلا إلى جانب واحد من الصورة أو المشهد، وهو جانب المتهمين، كيف بدا مبارك؟ وماذا فعل أبناؤه؟ وكيف كان وجه العادلى جامدًا! الكل اهتم بالحديث والتعليق على من أصبحوا تاريخًا وماضيًا، ولم يهتم أحد بالتعليق على حاضر هذه الأمة ومستقبلها المتمثل فى الجانب الآخر من المشهد، وهم مجموعة الطلقاء الأحرار، المحامين الذين مثلوا الادعاء فى صف الشعب وهم من استطاعوا بحق تحويل محاكمة القرن لمهزلة القرن فى حق الشعب المصرى.

لا أدعى العلم الكافى بالقانون ومشروعية ظهور هؤلاء الحواة الذين انشقت عنهم الأرض ليدعوا أنهم وكلاء عن الشعب، أى شعب هذا الذى يوكل لمثل هؤلاء بتمثيله! ولكننا جميعًا نعرف أن مثل هؤلاء من طالبى الشهرة دائمًا حاضرون فى كل المحاكمات ذات الصفة الجماهيرية، ونقبل بذلك، ولكن أن يتم مثل هذا التهريج فى محاكمة تتحدث عن مصير شعب هو عين الهراء، ودليل أكبر على إدانة نظام مبارك الذى أخرج لنا هذه النماذج فى زمنه من كلية الحقوق.

محاكمة مبارك وأركان نظامه منذ أن تقرر أن تكون منقولة على الهواء، كمباريات الكرة، تقرر معها أن تكون محاكمة هزلية تضرب هيبة القضاء فى مقتل، لأنها حولتها إلى سيرك لكل مدعى حق، أو مدعى غير حق، لطلب الظهور فيها. أعرف أن هناك صوتًا عاليًا طالب بعلنية المحاكمات، بل تجاوز البعض فى طلب أن تكون هذه المحاكمات فى ميدان التحرير، ولكن هل يكفى الصوت العالى لأن يضرب قدسية القضاء وهيبته والتى بدت وكأن لسان حال القاضى يقول: أنا إيه اللى جابنى فى السيرك ده! هل من الممكن لأى قاضٍ أو إنسان أن يفكر ويحقق ويقرر وهو فى وضع أشبه بمظاهرة؟

للمحاكمات وللقضاء قدسية واحترام اخترقناها وسعدنا بذلك، ونحن غير مدركين تبعات هذا التصرف على القضاء الذى من شأنه أن يحول ساحات محاكمنا إلى استوديوهات هواء، والقاضى أمامه عشرات الميكروفونات للمحطات المختلفة، ويضطر بوعى أو بغير وعى أن يرضى الجماهير أو جموع المشاهدين.

الشعب أراد أن تكون المحاكمات علنية، ولكن ليست تلك هى علنية العدل، بل هى علنية تشبه محكمة حسن سبانخ فى فيلم الأفوكاتو، ويجعله عامر لأن الشعب يريد، فمن يستطيع أن يقول إن إرادة الشعب سبانخ!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

رمضان كريم

العدل

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب حزين

عندك كل الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

د. أحمد صادق

امتداد لسلسلة من المقالات الرائعة

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو الجيلانى المحامى

انتى ازاى بتتكلمى كده ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

على عمران

تحفك النادره لا زالت تتحفنا

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر

نتمنى ان يرتفع القضاء المصرى لمستوى الثورة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري اصيل

ليست اخلاق المصريين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة