محمد فودة

محمد فودة يكتب.. «كف القمر».. فيلم أسقطته الحذلقة والتمسح بالثورة

الجمعة، 11 نوفمبر 2011 04:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قليلة هى الأعمال التى تترك بصمات على مر الزمن، وتكون شاهدة على نبض الجماهير، وتمهّد للناس رؤية نحو غد يرون من خلاله ملامح عالم جديد، كنت أتخيل أن يكون فيلم «كف القمر» من سلالة هذه النوعية، لأكثر من سبب، فقد توافرت له أغلب عناصر النجاح والإمكانيات الفنية والبشرية، ولكن الناتج كان مخيبًا للآمال.. فقد تحول الفيلم إلى ساحة من الحذلقة والتفلسف واللف والدوران، وهى الأزمة التى وقع فيها المخرج خالد يوسف فى أعماله الأخيرة، بالرغم من أنى أعترف بأن له علامات مهمة وأفلامًا تركت أثرها على الناس، وتوقعت أحداثًا نعيشها، وحققت نجاحات شعبية وجماهيرية وفنية.. ولكن فيلمه الأخير كشف عن كثير من السلبيات، أولاً لأنه طويل وممل، والإسقاطات السياسية عملت على تشتيت الأحداث وتحريكها فى غير أهدافها، والفيلم يدور حول قصة زوجة اسمها «قمر» يتوفى زوجها ويتركها لتقوم بتربية أبنائها الخمسة، ويسافر أولادها إلى خارج مصر وتحاول لم شملهم مرة أخرى حولها، والفيلم بهذا الأسلوب يعتبر امتدادا لأسلوب المؤلف ناصر عبدالرحمن الذى نجحت أعماله، لأنها دخلت فى عالم العشوائيات، وكان موفقًا فى التقاط ما يعبر عن ضياع مجتمع يعيش تحت خط الصفر، أتفق على تسميته بمجتمع المهمشين، ولكن مأساة خالد يوسف أنه وظّف أحداث فيلمه الأخير لنفاق ثورة 25 يناير، والتمسح فيها، وكانت الطامة الكبرى فى ختام الفيلم، حيث جاء حزينًا لا يترك أملاً للجمهور، وأقحم فيه إسقاطات سياسية، أفقدت الناس حماسها له، بسبب إصرار المخرج على صياغة الأحداث لأهدافه الشخصية، هذه النهاية أحبطت الجمهور الذى يعرف أن الفن رسالة، لابد أن نجردها من كل هوى ونحذف منها كل ما يفسد طبيعة العمل الفنى، ويدخله فى مناحٍ أخرى غير الفن الحقيقى الذى يخلد ويبقى فى ذاكرة التاريخ، ولم يوفق خالد يوسف فى صنع فيلم يقدم عملاً جادًا للناس بكل حياد، وبلا تلفيق، كان همه الأساسى هو أن يكون الفيلم ثوريّا يؤكد من خلاله أنه حامى حمى الثورة، وبهذا تحوّل إلى مزايدة لمعانٍ يمكن أن نتجاوزها فى نفس محورها، فإذا اجتزنا بها إلى محاور أخرى وعلامات وانشقاقات، فهذا معناه التحايل على أحداث لا تحتمل كل هذا المط والتلويع فى محاولة لصنع فيلم يشيد بالثورة، ويسطو على حقيقتها.. وهذا تدليس للفن لأنه ألبس الباطل ثوب الحق، ولو كان أطلق لنفسه العنان فى تقديم فيلم اجتماعى إنسانى عادى لكانت النتائج أفضل بكثير!

خالد صالح بطل الفيلم يؤكد مرة أخرى أنه علامة مهمة فى طريق الفن الصادق، وقد اختط لنفسه فلسفة واضحة جعلته مميزًا، وأنا أراهن عليه فهو نجم السنوات المقبلة.. فقد كان فى هذا الفيلم ضاربًا فى جذور الحوار، وكأنه يغترف من بئر ذاته، لكى يخرج لنا بهذا الإبداع.. أما النجمة غادة عبدالرازق فبالرغم من أن مشاهدها بالفيلم ليست كثيرة، إلا أنها كانت متألقة لها طلة واضحة، وهى فنانة ذات بصمة راسخة، ولهذا حتى لو ظهرت فى مشهد واحد فى فيلم، فإنها تترك انطباعًا واضحًا وأصالة فى فنها، فهى تنطلق من عمل لآخر، وقد جعلت من موهبتها حصانها الجامح نحو توظيف طاقاتها التى تحتاج إلى عشرات الأعمال الكبرى لكى تتألق من خلالها.. غادة هى تيمة فنوننا المصرية فى هذا الزمن، وهى أيقونة الإبداع الصادق. وتألق النجم هيثم أحمد ذكى، وهو نجم العمل، شخصية مصرية شديدة البهاء، لا أظن أنه يشبه أحدًا وقد تألق فى دوره بالفيلم ببراعة، أما وفاء عامر فقد أعطاها خالد يوسف فرصة العمر فى دور بطولة ولكنها لم تستثمر هذه الفرصة، رغم اجتهادها، وأدهشنى الماكياج الغريب الذى فضح الانفصال الواضح بين سنها وبين الدور الذى تقوم به، وكأنها عندها عشرون عاماً، «!!» هناك تناقض واضح بين الحقيقة والدور، فهى سيدة مسنة والماكياج غير مقنع وتجد صوتها ومشيتها وحركاتها تتنافى مع كل ذلك.. ولا أعرف كيف استسلم خالد يوسف لهذه السقطة الفنية غير المقنعة؟!! الفنان حسن الرداد، أداؤه بارد ولم يظهر بالمستوى الذى توقعته، فلم يوظف نجاحاته السابقة فى هذا الفيلم، ولم يستطع المخرج أن يقدم له أى جديد أو يستخرج من موهبته، فأسقطه فى بحر الوهم، أما الفنانتان جومانة مراد، وحورية فرغلى فقد وجد خالد يوسف ضالته فيهما.. ووظفهما توظيفًا خاصًا من خلال مشاهد عرى تحقق شهوة الجمهور فى إيحاءات جسدية تغازل لغة الشباك بالإثارة والجنس، وأقحم المخرج هذه المشاهد كنوع من التوابل، وهو مجرد استثمار تجارى فقط.. الفيلم فى النهاية اجتماعى أفسده خالد يوسف بتوظيفه لصالح طموحاته ونفاقه للثورة.. والنتيجة أنه سقط فى أول أفلامه بعد الثورة

 

german-cup-new

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب

فيلم ممل

عندك حق يا استاذ فودة الفيلم طويل و ممل

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

فيلم بلا معنى

انا رحت الفيلم وخرجت من نصة

عدد الردود 0

بواسطة:

على

حسبى اللة

عدد الردود 0

بواسطة:

ميرنا

لا احبك

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم

كفاية حرام

ايها المخرج كفاية اخراج

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر

قف لحد هنا

نحن مشى عاوزينك تخرج علشان انت مسىء للاعلام المصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

صافى

ممممممممممممل

بجد فيلم ممل وغير منطقى

عدد الردود 0

بواسطة:

fady

يا برنس بلاش الحركات دى

عدد الردود 0

بواسطة:

amiralayam

يا استاذنا الفاضل ..

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصري

خالد يوسف خدعة كبيرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة