ناصر عراق

حمدى قنديل كما عرفته

السبت، 11 سبتمبر 2010 07:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محظوظ لا ريب من يقترب من الإعلامى القدير حمدى قنديل، فالرجل يتمتع بحضور آسر ورقة بالغة! فضلاً عن كونه محارباً صلباً ضد القبح والقهر والفساد.

التقيته مرات كثيرة فى دبى عندما كان يقدم برنامجه الاستثنائى "قلم رصاص" فى تليفزيون دبى، فى الوقت الذى كنت أدير فيه مجلة دبى الثقافية. كنا آنذاك-2004 / 2009- نعقد لقاءات شبه منتظمة تجمع الأستاذ حمدى قنديل وصديقنا عادل السنهورى، الصحفى فى جريدة البيان حينئذ. كما كان يحضر هذه اللقاءات زميلنا عماد حسين مدير تحرير جريدة الشروق الآن. وفى مرة دعانا حمدى قنديل على العشاء تكريماً لصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور الذى كان فى زيارة لدبى.

فى هذه الجلسات الخاصة والنادرة تحتل مصر ومشكلاتها ومستقبلها الجزء الأكبر من الحوارات والنقاشات، فالبلد الأهم فى المنطقة يعانى من عطب لا مثيل له، وحمدى قنديل واحد من الذين فتنوا بوطنهم، وما خرج من مصر– مثلنا – إلا اضطراراً، بعد أن أغلقوا له برنامجه الشهير "رئيس التحرير".
أذكر أنه قال لنا مرة: "نريد أن يحكم مصر رجل يحبها ويحبنا، فلا يبيعها ولا يبيعنا"! ضحكنا حينها من فرط الهم الذى يعذب قلوبنا، لكن حمدى قنديل صاحب الابتسامة الوضاءة لم يكن يتخلى عن قناعته التامة بأن هناك أملاً كبيراً فى تغيير الأوضاع نحو الأفضل، وأن المصريين قادرون على إطاحة الذين نهبوهم وأفقروهم وأذلوهم فى اللحظة المناسبة!.

الكل يعرف أن حمدى قنديل يعد قامة كبرى يشرف بها أى مصرى، وقد رأيت بعينى كيف يحتفى به العرب والمصريون فى دبى عندما يتصادف وجودنا فى أمسية أو ندوة أو مؤتمر، حيث ألاحظ أن الجميع يسعى نحوه لمصافحته والتقاط الصور معه. كنت أشعر بفخر آنذاك، وكان بريق الذكاء ينطلق من عينى حمدى قنديل سعيداً بما حققه من نجاح إعلامى كبير يتكئ على إبداء رأيه بصراحة فى شئون العالم العربى وفضح الذين أهانوه واستخفوا به.

أذكر أيضاً أننى دعوته مرة لحضور حفل توزيع جوائز دبى الثقافية للإبداع، وكنت شغوفاً أن يلقى كلمة فى الحفل الذى كنت أتولى إدارته وأقدمه، على الرغم من أن اسمه لم يكن مدرجاً فى البرنامج، ومع ذلك رجوته أن يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة أعلم جيداً أنها ستكون كلمة ساحرة تمنح الحفل مزيداً من الحرارة. وبالفعل وافق الرجل – مؤازرة لى – وألقى كلمة بليغة عن علاقته بالأدب والإبداع استحوذ من خلالها عل إعجاب الناس وتصفيقهم.

أما الآن، فهذا الإعلامى الفذ– الذى تجاوز السبعين– محال إلى محكمة الجنايات بتهمة سب وقذف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط!.

أستاذ حمدى.. قلبى معك فى هذه المحنة التى أدرك تماماً أن صلابتك وإيمانك بهذ البلد وبناسه البسطاء ستجعلك تتجاوزها، لتعود إلينا بكامل بريقك ونشاطك وعنفوانك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة