إبراهيم داود

«كبارٌ بدأنا..!»

الجمعة، 30 يوليو 2010 07:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتلت مصر المركز 15 عربياً و115 عالمياً فى قائمة أكثر الدول سعادة، حسب استطلاع رأى أجرته مؤسسة جالوب الدولية، وجاء فى نتائجه أن المصريين حصلوا على نسبة نجاح بلغت 10 % فقط فى مواجهة ضغوط الحياة، وتساوت مع سوريا فى الترتيب نفسه، وتصدرت الإمارات العرب فى السعادة، تلتها الكويت ثم قطر، تزامن نشر هذا الاستطلاع مع الاحتفال بثورة يوليو، التى - لكى تكون عصرياً ومنفتحاً وليبرالياً وجديداً وطموحاً وممتنا للاقتصاد الحر - يجب أن تهاجمها.

سعادة المصريين الضعيفة جداً تزامنت أيضاً مع الاحتفال بمرور خمسين عاماً على إنشاء التليفزيون، ولا أدرى من هو العبقرى صاحب شعار الاحتفال «كبار بدأنا.. وكبار نستمر»، والذى تدرب المذيعون القدامى على ترديده بين فقرات قناة التليفزيون العربى الطارئة، والذى يفضح الإحساس بالإخفاق والفشل، الكبار لا يقولون إنهم كبار، ولا يجوز أن يذّكروا الأصغر بأنهم أكبر. شعار يريد أن «يلسن» مخترعه على دولة تحتل المركز الثالث عربيا فى السعادة، فى استطلاع لا قيمة له. شعار يؤكد أن القائمين على إحياء الذكريات الجميلة عند المصريين، أصغر من اللازم. مرور نصف قرن على عمر التليفزيون يحتاج قليلاً من التواضع وكثيراً من الخيال، لأن الأجيال التى شكلت وجدان الناس فى جميع المجالات، كانت تشعر بمسؤولية أخلاقية تجاه المصريين والعرب، لا لأن مصر كبيرة، ولكن لأنها تملك طاقات تشكلت عبر أزمنه طويلة، جعلتها تستحق أن تطل على الناس وتقول لهم إننا معاً، فى طريقنا إلى مستقبل أرحب، فى طريقنا إلى الحداثة، وفى مواجهة عدو واحد اغتصب أرضنا.

فى احتفال تمت دعوة رواد جميع الاحتفالات الرسمية من غير المهتمين بالأوبرا، وتم تكريم وجوه تستحق التكريم، وكالعادة تم نسيان آخرين، ولم تأت فيروز كما قيل قبل الاحتفال، لأن رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون لا يوجد عنده تليفون دولى، أو خائف من النجاح الحقيقى. الحسنة الوحيدة فى هذه الزفة هى قناة التليفزيون العربى، التى جعلتنا نتذكر وجوها طيبة جميلة صادقة، شكلت ذاكرتنا، تشعر وأنت تتلقى المفاجآت، أنك تستعيد زمناً كبيراً، كانت السعادة فيه مرتبطة بالعمل والبناء والتعليم والغناء والأدب والتمثيل.

المذيع كان يعرف أن دوره صغير وأنه لا يعمل زعيماً سياسياً، وكان الضيف يعرف أنه يتحدث إلى أمة لا إلى مسؤولين أو رجال أعمال، وزير الإعلام قليل الكلام كما هو معروف، ولكن نصف قرن تليفزيون فتح شهيته، وقال كلاما كثيراً فى كل شىء مع مجلة الإذاعة والتليفزيون، وأشاد برئيس تحريرها ياسر رزق الذى حاوره فى سابقة فريدة.

الوزير قال للمحاور إن توزيع مجلته يعادل توزيع المجلات المصرية مجتمعة، وقال إن المسؤول عن التسويق للحزب الوطنى وأفكاره وإنجازاته هو أمانة الإعلام فى الحزب وليس وزارة الإعلام، وإنه مسؤول عن دعم الإعلام الرسمى والخاص، وإنهم ملتزمون بالشفافية والحياد فى انتخابات مجلس الشعب والرئاسة، وإن وزير المالية يدعمهم، واعتبر الدكتور البرادعى ظاهرة إعلامية وليست سياسية، وقال كلاما مشابها لخيرى رمضان فى برنامج مصر النهاردة (الذى يوزع أكثر من مجلة الإذاعة والمجلات التى تتفوق عليها مجتمعة)، لأن «برامج التوك شو متشابهة، وتحتاج إلى تنظيم ومدونات سلوك تخرج من الصحفيين وليس الدولة»!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة