ناصر عراق

" الصراع العربى الإسرائيلى".. مقولة مشبوهة

الأحد، 06 يونيو 2010 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أنه ما من مقولة استنزفت عقل ووجدان أمتنا طوال أكثر من ستين عاماً مثل مقولة " الصراع العربى الإسرائيلى"، وأعتقد أنه ما من مقولة تحتشد بكل هذا المكر مثل هذه المقولة التى يتداولها الناس من دون أن يدرى أحد حجم الخداع الذى يرتع فيها!

لماذا ؟
لأن هذه المقولة تضع العرب كلهم فى سلة واحدة، فلا تفرق بين حاكم ومحكوم ، أو غنى وفقير ، أو سيد وعبد ، وهى أمور حاسمة لفهم طبيعة أى صراع. فالعرب ليسوا كتلة واحدة متجانسة ومتصالحة حتى لو كانوا يتحدثون لغة واحدة، ويدين أكثرهم بدين واحد.

فالحكام ورجال الأعمال وكبار الأثرياء من العرب لهم مصالح تخاصم وتعارض حتماً مصالح المحكومين والعمال والفلاحين والموظفين والفقراء من العرب أيضاً . ذلك أن الذين يملكون السلطة ويستحوذون على الثروة – وهم قلة قليلة فى عالمنا العربى – لا يعنيهم فى شىء وجود الاحتلال الإسرائيلى مادام سلطانهم محفوظاً وثرواتهم مصانة ! خاصة وأنت تعرف أن معظمهم استولى على السلطة بطرق غير ديمقراطية، كما أن أغلبهم كنز المال الوفير بأساليب غير شرعية أيضاً.

حسناً.. والشق الآخر من العرب، أى البسطاء والفقراء والمعدمين وهم الغالبية العظمى وأعدادهم بالملايين.. كيف نقيّم موقفهم إزاء هذا الغم المتواصل منذ ستة عقود؟ إنهم حقاً الذين يضيرهم كثيراً الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين لأنه – فضلاً عن كونه يجرح الكرامة ويذل الكبرياء، وهى مشاعر لصيقة عادة بالبسطاء – فإنه يهدد مصالح الملايين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. فإسرائيل تعقد الصفقات العلنية والسرية مع الأنظمة ورجال الأعمال العرب من أجل استنزاف الشعوب العربية ( بيع الغاز المصرى لإسرائيل مثلاً).

والدولة العبرية هى التى تتحايل بخبث لتفتيت هويتنا العربية وتخريب مقوماتنا الثقافية حتى لا ننعم بفضيلة التماسك النفسى أو الانسجام الوجدانى. وإسرائيل أيضاً تلعب دور الشرطى فى المنطقة بامتياز لتضمن تدفق النفط والمواد الخام إلى الغرب من دون عوائق..

كل هذا وغيره يخصم، لا ريب، من رصيد الشعوب العربية ويعرقل تطورها ونموها. ولعلك تلاحظ المستوى المؤسف الذى بلغته بلادنا فى سلم التطور على المستوى العالمى. على الرغم من وجود ثروات طائلة تتراقص فى جيوب حكامنا وأثريائنا تكفى لجعل بلادنا – لو تم توظيفها بصورة صحيحة – من أجمل بلدان العالم وأكثرها تقدماً .

حسنأً ... والحل؟
أولاً يجب تحرير مقولة " الصراع العربى الإسرائيلى " مما تضج به من أحابيل وخبث، حتى نفهم أن صراعنا الأساسى والأهم والأول مع الذين خطفوا السلطة ونهبوا المال من بنى جلدتنا، ثم أقاموا علاقات متينة مع إسرائيل وحلفائها – سراً وعلانية - من أجل حمايتهم والحفاظ على مكاسبهم المهولة. هذا الأمر لن يتم إلا بانخراط الناس فى عمل سياسى منظم وواع يفهم حقائق الصراع ويسعى إلى التغيير السلمى للسلطة التى استبدت وفسدت فى معظم دولنا العربية.

آنذاك فقط يمكن أن نواجه إسرائيل براً وجواً وبحراً بدلاً من تركها هكذا تسطو على البحر الأبيض المتوسط ( هناك سبع دول عربية تقع على هذا البحر لم تفعل شيئاً) فتقتل الناس وتخطف السفن وتثير الرعب كما فعلت مؤخراً مع أسطول الحرية!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة