ناصر عراق

الجاهل والموهوب فى مؤسساتنا المصونة!

الإثنين، 20 ديسمبر 2010 07:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعنى أسألك بصراحة: كم عدد الجهلاء الذين يحتلون المناصب المرموقة والقيادية فى مؤسستك أو شركتك؟ وبالمقابل ما هو عدد الموهوبين والأكفاء الذين تم إقصاؤهم من مواقعهم، أو حيل بينهم والوصول إلى شغل الوظائف الكبيرة فى هذه المؤسسة أو تلك الشركة؟.

الحق أن أحد أكبر مشكلاتنا فى مصر، يتمثل فى أن المحروم من الموهبة وفاقد الخيال هو من تفتح له الأبواب المغلقة فى الكثير من مؤسساتنا وهيئاتنا، الأمر الذى يصيب تلك المؤسسات، أو هذه الهيئات، بعطب دائم مادام الذى يتولى إدارتها شخص لا يمتلك القدرة على تسيير شئونها نحو الأفضل.

انظر حولك من فضلك، وتأمل وزاراتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، وحجم الفساد الذى ينهش أرجاءها، لتتأكد بنفسك من أن الذين تولوا أمرها: إما فشلة وجهلاء، وإما فاسدين وخبثاء، وفى كل الأحوال، فإن التراجع المخيف فى أداء المؤسسات الرسمية المصرية يعود فى المقام الأول إلى هذه المصيبة التى تتجلى فى سيطرة الجاهل على مقدّرات هذه المؤسسات، حيث يديرها بعقل محدود وأفق ضيق، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى خسائر مريرة ومصائب جمة.

المحزن فى الأمر هو تراجع حظوظ الموهوب وصاحب الكفاءة فى تولى المسئولية التى تليق بقدراته ومهاراته، حيث لا يجد المسكين الفرصة المواتية ليحقق أحلامه فى الإدارة أو القيادة، فيقبع فى وظيفته المحدودة الصلاحيات حزيناً مهموماً.

أذكر أن أحد المسئولين الكبار فى الاتحاد السوفيتى السابق، كان جاسوساً للأمريكان أيام الحرب الباردة، فلما تم اكتشافه والقبض عليه سألوه: ماذا قدمت للعدو من معلومات؟ كانت إجابة هذا الجاسوس البارد أكثر من مدهشة حين قال بهدوء: إن كل مهامه الجاسوسية تلخصت فى أنه كان يقوم بتعيين الفشلة والجهلاء وعديمى الذمة فى المناصب القيادية داخل مؤسسات الدولة السوفييتية! ولك أن تتخيل ماذا فعل هؤلاء بمؤسساتهم؟ وكيف تولوا تخريبها بانتظام.

أرأيت كيف تم تدمير الاتحاد السوفيتى من داخله؟ وإلام يؤدى استحواذ الجاهل على سلطات كبيرة؟ للأسف الشديد إن ما يحدث فى مصر منذ عقود لا يختلف كثيراً عما وقع للاتحاد السوفيتى من تخريب مؤسساته على أيدى عديمى الكفاءة والموهبة ومعدومى الضمير، ولكن يبقى سؤال مهم: منْ يمنح هؤلاء الخائبين كل هذه السلطات.

أظن أنك تعرف وأنا أعرف من يقف وراء هذه المصيبة، وأعتقد كذلك أن أوضاع بلدنا لن تنصلح إلا بإزاحة كل جاهل عن مواقع السلطة، مهما كان نفوذه وقوته، حتى يتسنى للموهوبين إدارة شئون وطننا العزيز الذى أهانوه وأذلّوا شعبه، وما زالوا، بصورة فاقت كل تصور.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة