إبراهيم داود

بقايا كلام

الخميس، 23 أبريل 2009 10:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1
هل يعرف السيد رئيس الوزراء والسيد وزير التضامن والسيد وزير الصحة والسيد وزير الحكم المحلى والسيد محافظ جنوب سيناء أن ثلاثة آلاف مصرى يعيشون على بقايا أكل الفنادق، حيث يجمعونها ويفرزونها ويتناولون الأطعمة المتبقية فيها، فضلا عن استخدام الأقمشة التى تتخلص منها الفنادق فى كسوة أطفالهم، وأن الفنادق تسمح لهم باستغلال تلك القمامة مقابل رفعها ونقلها مجانا؟ المصريون هؤلاء هم سكان «وادى المراغ» بطابا، ويفتقرون لأى نقطة مياه، ومعظم أطفالهم مصابون بالأمراض الوبائية، اكتشف عدد من علماء البيئة هذه الكارثة خلال زيارة نظمتها جمعية محبى المحميات الطبيعية للوديان الفقيرة (كما نشرت المصرى اليوم السبت الماضى)، وتوجهت رئيسة الجمعية الدكتورة ناهد عبده برسالة إلى السيدة سوزان مبارك لإنقاذ أطفال هذه المناطق (لا أعرف لماذا؟)، فى حين أنها مطالبة بالتوجه مباشرة إلى القضاء وجرجرة الوزراء والمسئولين فى المحاكم، لأنهم أخلوا بالعقد المبرم بين المواطنين والحكومة، ولأنهم يمارسون التمييز بينهم، ولأنهم بلا قلوب.. وأين؟ فى سيناء التى حررناها من الإسرائيليين ليحتلها الإهمال وتتم الاستهانة بفقرائها، ويتم الاحتفاء بفنادقها ورجال أعمالها وسائحيها.
2
الاستقالة التى تقدم بها عميد كلية الحقوق جامعة حلوان الدكتور محمد مصطفى يونس، احتجاجا على قيام مجلس الجامعة برفع نسب النجاح فى بعض المواد بعد إعلان النتيجة بعدة أسابيع منطقية، لأن المجلس خالف القانون، وتعديل النتيجة يفتح الباب للشك فى سبب رفع نسبة النجاح كما قال يونس لأخبار اليوم، وهذه الواقعة تؤكد أن الجامعة تريد «أن تخلص» من طلابها، الذين يعتبرهم النظام عبئا عليه، وأن «التفويت» لطلبة سيحملون لواء الدفاع عن المظلومين فى المستقبل، سيجعلهم لا يحترمون القانون... ولا المظلومين.
3
الرئيس الراحل جمال عبدالناصر نازى والفلسطينيون إرهابيون فى الكتب الموجودة بمكتبات المدارس الأجنبية المنتشرة فى مصر، هكذا قالت مى عز الدين الخبيرة بإدارة التخطيط الاستراتيجى بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة ونشرته الشروق، مما يعنى أن اللعب فى التاريخ أصبح هدفا استراتيجيا لتسطيح دماغ أبناء طبقة ميسورة الحال، سيجدون صعوبة فى التعامل مع أقرانهم الذين يتعلمون تاريخا آخر يوجد عليه إجماع، ويعنى أن وزارة الجمل تركت قطاعا من الطلبة المصريين يتم استدراجهم مبكرا بعيدا عن الثوابت الوطنية، بعد أن فشلت حماية هيبة التعليم النظامى، الذى وصلت حالته إلى درجة أن مدرسا بقرية ميت أبوالكوم عزبة الأحرار بالإسماعيلية قام بكسر ذراع الطالب صدام حسين سالم لأنه لا يأخذ عنده درسا خصوصيا وهدد بكسر الذراع الأخرى عندما توعد الأب بعمل محضر (كما نشرت روز اليوسف).
4
نشرت الشروق الأسبوع الماضى أن مصر وجهت إنذارا إلى حزب الله، ألمحت من خلاله لنيتها القيام بعمليات نوعية ضد أهداف تابعة له، إذا لم يرضخ لشروط القاهرة بعد الجريمة التى ارتكبها حسن نصرالله فى حقها وحق شعبها، شعرت بالانزعاج الشديد، لأن هذا الكلام يعنى أن مصر بجلالة قدرها «وضعت رأسها برأس» فصيل، مجرد فصيل فى بلد شقيق، ولم أصدق «المصادر المطلعة» التى قالت هذا الكلام، وتخوفت بالفعل من أن يكون هذا الكلام صحيحا، ليس لأن حسن نصرالله لا يستحق هذا ولكن لأن مصر ينبغى أن تكون أكبر من هذه الطريقة فى التفكير، ولكن نفى الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية المجالس النيابية لهذه النوايا بعد أربعة أيام من النشر فى لقاء مع قناة العربية (واهتمت به جريدة المساء يوم الجمعة) جعلنى أتراجع عن الكتابة فى الموضوع، لأن مصر كما قال ليست كدول أخرى تتدخل فى الشئون الداخلية لدول أو لأحزاب أو تنظيمات أخرى، وليس هذا عهد مصر، وإنما نعاقب الأفراد الذين يرتكبون جرائم على أرضنا، وقال أيضا إنه ليس واردا أن نفكر فى القيام بعمل شىء ضد حزب الله أو لبنان أو سوريا ولا يجب طرح هذا الكلام من الأساس.
كلام شهاب يعبر عن مصر الهادئة الواثقة والتى تعرف عدوها، ولا يوجد لديها الوقت ولا الطاقة لفتح معارك جانبية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة