ناصر عراق

لماذا تقزمّون مصر؟

الخميس، 16 أبريل 2009 06:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من سوء الطالع أن يرى المرء بلده - مصر العظيمة - وقد قزّمت نفسها لتدخل فى معارك بائسة مع قناة فضائية عربية أو مع حزب سياسى ذى طبيعة خاصة! لماذا؟

لأن الدولة الكبرى - ومصر تجسد هذا المفهوم إقليمياً بامتياز - لا يليق بها أن تشتبك مع محطة فضائية مهما كانت درجة تأثير هذه المحطة إعلامياً وسياسياً! لقد أخطأ أولو الأمر عندنا حين اعتبروا أن قناة الجزيرة عدو يجب مجابهته، وأن على الدولة المصرية الرسمية وإعلامها الجبار أن يكيل لهذه القناة الشتائم، ويرد لها «الصاع صاعين»!

أى هزل هذا؟ وكيف لمصر - بجلال قدرها - أن تقارن نفسها بقناة، مهما علا شأنها؟ وكيف هبط النظام عندنا إلى هذا المستوى المؤسف من المكانة التى تجعله لا يطيق صبراً على نقد أو حتى هجوم قادم عبر الفضاء من محطة تلفزيونية؟ إن الكبار يتعففون دوماً عن خوض المعارك الصغيرة التى تقلل عظمتهم وتبخس دورهم.

أما حكاية مصر مع حزب الله فهذا أيضاً أمر يدعو للذهول..
- لماذا؟
لأن حزب الله فى نهاية المطاف مجرد حزب فى بلد صغير يضم نحو 20 حزباً (اختلف حوله الناس أو اتفقوا) أما مصر فدولة عمرها آلاف السنين، وحزب الله لم يبلغ عمره ثلاثين عاماً بعد، فكيف بالله عليكم يمكن أن يتصارع الطرفان؟ وكيف نفهم أن يجيش الإعلام المصرى الرسمى لشن حرب ضروس ضد حزب مهما كان شأن هذا الحزب!

ومع ملاحظة أننى لا أميل إلى دعم أى حزب ذى نزعة دينية، لأن المفترض فى أى حزب أن يكون مهموماً بقضايا السياسة فى الأرض، والدين مشغول بقضايانا الروحية مع السماء! لذا يمكن الخلط أو المزج بينهما لأننا آنذاك سنخسر الأرض ولن نربح السماء! ومع ذلك، فإن ضلوع الدولة المصرية العتيدة فى معركة مع حزب الله، لا يزيدها إلا ضآلة، ولا يرفع من قدرها، خاصة إذا أدركنا أن حزب الله قد حقق بمقاومته للعدو الإسرائيلى نفوذاً وجدانياً فى العالم العربى!

أكتب هذا الكلام وأنا أعلم تماماً أن الأمر أصبح الآن بيد القضاء المصرى الذى نجله ونحترمه أيما إجلال واحترام! ومع ذلك لا يمكن أن أختم من دون أن أؤكد أن الذين يقزّمون مصر هم الخاسرون دائماً، وأن الذين يستبد بهم الغيظ فلا يفرقون بين الدولة والقناة الفضائية أو الحزب السياسى هم أصحاب الرؤى الضيقة التى جلبت علينا الوبال منذ عقود!
من فضلكم: كفاكم تقزيماً لمصر!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة