أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام شلتوت

طب وحياة النبى.. هانكسب يا ولاد

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009 07:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مش جديد أن نقول أو نكتب أن مباراة الجزائر خاطفة الناس كلها.. أكثر من 88 مليون مصرى على مختلف أعمارهم وأفكارهم وأديانهم ومعتقداتهم مشغولون بالمباراة. برامج تليفزيون وراديو وفضائى وأرضى، وجرايد ومنتديات ومواقع وتليفونات و«ماسدجات» رسائل يعنى.. كلها تدور حول حلم مونديال 2010.

ياااه أخيراً اتفق المصريون على هدف واحد.. ياااه أخيراً رجعنا تانى نبتسم فى وجه بعض ونكلم بعض بلطف ونتمنى كل الخير للبلد. والله لازم نشكر كرة القدم لأنها أعادت المصريين لخصالهم الطيبة، وكرمهم المعتاد مع الأشقاء، فقد تحملنا الكثير ولكنه دورنا فى هذا الوطن.
لعلّى لا أبالغ فيما أقول إن حالة الشارع المصرى فيها من التفاؤل والمشاعر والأمنيات ما يجعلنا نصل لنهائى كأس العالم، وليس للنهائيات فقط.

أما ما أثارنى جداً، فهو تلك السيدة الطيبة العجوز التى كانت تمشى حاملة شنطة بها خضروات ولوازم منزلية يتضح من هيئتها وما تحمله أنها من السواد الأعظم للمصريين مفهوم طبعاً، فلا هى «هانم».. ولا هى من أرباب «الباشوات» بتوع الأيام دى.. أو الأيام التانية مش ها تفرق!

هذه العجوز كان يمر بجوارها مجموعة من الشباب ربما يتعدون الـ30 أو أكثر، لا أدرى لماذا تجمعوا فى لحظة واحدة، لكن المهم أنهم مختلفون فى حوارهم عن المباراة.. فواحد بيقول للتانى: يا عم والله العظيم انتوا فاهمين الكورة غلط، هو الفوز على الجزائر 3/صفر.. ولا حتى 2/صفر حاجة بسيطة كدة؟

والتانى يرد عليه: يا أخى بلاش «قرف» وعك، أنت عايز إيه ومستهتر بالمنتخب بتاعنا ليه.. طبعاً.. هانكسب. رد تالت على الاتنين قائلاً: الأول نقول إن شاء الله.. فيرد عليه أكثر من واحد قائلين: أيوه يا عم الشيخ حسن، فيقول لهم: أهه أنتم مش ناصحين إلا فى التريقة.. ده أنا عايز أفهمكم إن ربنا هايوفقنا إن شاء الله ونكسب، بس بلاش «نقاطع» ونقول كام.. خليها على الله.
فجأة تقول بنوته لطيفة: لو كان كل اللعيبة روحهم زينا كدة ما كناش قعدنا نضرب أخماس فى أسداس، أنا والله خايفة من المباراة دى قوى. زميلة لها حاولت تهدئتها قائلة: عندى إحساس إننا هانكسب يا أنجيل، وهنروح كأس العالم، بس كان نفسى نروح «الماتش».

ردت عليها زميلة أخرى وقالت: هانروح إزاى ده كل واحد عايز ييجى 100 جنيه مصاريف.. قالت لها يا لهوى 100 جنيه، لأ أحسن نتفرج على التليفزيون ونشجع برضه. المهم إن شكل وطريقة ولمة هؤلاء الشبان والشابات أغرانى بمتابعة التلصص على حوارهم الكروى، وفرحت أنهم متجمعون على تمنى الفوز، برغم خشيتهم وعدم ثقتهم فى أشياء كثيرة فى البلد، وهو ما ظهر فى كلام أغلبهم عن «الفصول الباردة» للمصريين.. وانتهاء أحلام كثيرة بالصحيان على كابوس، إنما بالطبع أغلب تلك الهواجس سببها عدم رؤيتهم، أيوه رؤيتهم لأى رؤية عن المستقبل. وعدم ثقتهم فى الكرة، اللى مفروض تكون من صنعهم.

المثير فى الحوار أن السيدة العجوز حطت شنطة الخضار والمشتريات الشعبية على الأرض وفضلت مستمتعة بحوار الشباب.. وفاجأتهم قائلة: إيه رأيكم يا ولاد إن ولاد ابنى بس همه أصغر منكم شوية يعنى ربما يكونوا طلبة إعدادى أو ثانوى لأن الشلة اللى كانت متجمعة سنهم وطريقة حوارهم تقول إنهم طلبة سنة أولى جامعة أو ثانية على أقصى تقدير، قالت لهم العمة العجوز: إن الأولاد فضلوا يطلبوا منها يومين ورا بعض الدعاء للمنتخب علشان مصر تروح كأس العالم، وحكوا لها حكايات عن أبوتريكة «القديس» وطيابته وتدينه، وعن منتخب مصر وإزاى الإعلام بيقول عليه «منتخب الساجدين».

المدهش أن العمة العجوز قعدت تسمع مزايا اللعيبة وحكايات أخلاقهم الطيبة.. وفجأة قالت لكل الشباب والبنات: يا ولاد هنروح كأس العالم.. فرد عليها أكثر من واحد وواحدة: يعنى ده إحساسك يا حاجة. ردت عليهم: طب وحياة النبى هنكسب يا ولاد.. وقالوا تقريباً فى نفس واحد.. وتجمع واحد: يااااااااااااااااااااااارب









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة