إبراهيم داود

شروط البرادعى

الأربعاء، 11 نوفمبر 2009 07:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشعر بزهو وأنت تشاهد الدكتور محمد البرادعى فى المحافل الدولية، تفرح لأن واحدا من أهلك نجح، وأثبت أن فى المصريين والعرب والمسلمين نماذج ناصعة تخدم البشرية بإخلاص وتفان، ملامحه الريفية القديمة تشير إلى دأب الزرّاع وصبرهم أمام الزمن، هادئ، تسعى الكاميرات إليه، لأن لديه دائما ما يقوله، كلاما محددا وواضحا وصادقا، ذهبت إليه نوبل لأنه شخص نبيل، اتهم أمريكا باستخدام «حجة زائفة لغزوالعراق الذى بلغت كلفته حياة مئات الآلاف من المدنيين»، لديه مؤهلات وخبرات «وطولة بال» جعلت ملامحه محببة، قال قبل سنوات لمنى الشاذلى «إن مصر تحتاج إلى تطبيق سياسة الحكم الرشيد التى تعتمد على التخطيط ومشاركة الشعب، واحترام القانون، وحرية القضاء، وإتاحة فرص اقتصادية حقيقية، تساهم فى تنمية المجتمع والقضاء على الفقر»، وقبل أيام قال لمحطة «سى. إن. إن» إنه لا يستبعد أن يترشح لانتخابات الرئاسة فى مصر، ولكنه وضع شروطا تضمن نزاهة الانتخابات، وسبب ارتباكا للأحزاب الشرعية وأظهر بنيته هذه، «قلة حيلة» قادة المعارضة الرسمية، فسامح عاشور مثلا (النائب الأول للحزب الناصرى)، اعترض على قفز شخص من الخارج على عضوية الحزب دون ترشح وانتخابات، وعلى البرادعى -كما قال عاشور للشروق- لكى يصبح مرشح الحزب فى الرئاسة، أن يأتى وعبر انتخابات قاعدية أولا من اللجان الفرعية ثم يصعد، ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى قال هو الآخر «إذا بادر البرادعى وطلب انضمامه للحزب.. وقتها سوف ننظر فى طلبه»، مارجريت عازر أمين حزب الجبهة قالت إن حزبها قرر دعم عمرو موسى، وأن العرض يسرى أيضا على البرادعى، أما سيد عبد العال أمين حزب التجمع، فقد نصح مدير الطاقة النووية بعدم خوض المعركة، إنه لايريد خداع الجماهير، وأضاف حسين عبد الرازق فى «المصرى اليوم» إن شخصية المرشح قضية ثانوية، والأهم هو الإطار الدستورى، وجدد منير فخرى عبد النور سكرتير حزب الوفد، نفيه أن يكون أمر ترشيح البرادعى باسم الحزب قد طرح للنقاش، والإخوان كعادتهم قالوا إن إعلان موقفهم سابق لأوانه.

تشعر من حديث قادة الأحزاب، أن جماهير هذه الأحزاب فاعلة فى العمل العام، وأنه عندما ينوى شخص فى قامة البرادعى الترشح، يجلس الواحد منهم واضعا ساقا على ساق، ويقول كلاما يوحى بأهمية صاحبه وحزبه، ولا تعرف على من يضحكون؟ ويظن المحللون (الذين يحللون كل يوم)، أن الضمانات التى وضعها البرادعى للترشح ضرورية، ولكنهم لا يعرفون أننا فى مصر، وأنها لن تحدث خلال العامين القادمين على الأقل، لأن المادة 76 وضعت عقبات أمام أى منافسة حقيقية، وأننا فى حاجة إلى نضال داخلى لتعديل المادتين 77 التى تحدد مدة دورة الرئاسة وعدد الدورات، و88 الخاصة بالإشراف القضائى، ناهيك عن العمل على تقليص سلطات رئيس الجمهورية، وعلينا أيضا معرفة مدى إلمام البرادعى بتفاصيل الشأن الداخلى، وتصوراته عن المستقبل، خصوصا أنه سبق وقال «إن الوضع فى البلاد يمر بمرحلة الحضيض»، وأنه لا يكفى أن يطالب الرجل بضمانات لكى تتحقق، فى ظل وجود حزب حاكم لا يفرق عن الأحزاب الأخرى الافتراضية فى ضيق الأفق، ولكنه فى السلطة، وما أدراك ما السلطة فى مصر؟، حزب يرى أن ما يقوم به «آخر حلاوة» وأن الشعب يعيش أزهى مراحل حياته، وأنه صاحب فضل عليه، نية البرادعى العظيم الترشح والحفاوة بها، أكدت الفقر فى الحياةالسياسية فى الداخل المزدهرة على الفضائيات، والضمانات التى طلبها لكى تصبح الانتخابات نزيهة.. ما هى إلا اعتذار عن وجود رئيس جديد لمصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة