2008

هو عام الكوارث والحرائق والغرق، هو عام الكلام والصمت والمهدئات والغضب، هو عام التراجع والقرصنة والأزمة المالية «الموجودة أصلا»، هو عام التعذيب والمدونين والصراخ والبلطجة وأحسن فيلم وأحسن كاتب وأحسن «أى حاجة»، هو عام «الطبق على مراوح» المواطنين والمرور وهشام طلعت مصطفى والصكوك ودور مصر المحورى ومصافحة شيخ الأزهر لبيريز ورقة أبوالغيط مع ليفنى، هو عام جامعة القاهرة والدروس الخصوصية والاعتصامات ومحاصرة حركات التغيير وأفول أحزاب المعارضة، هو عام الشتائم والنهش فى الأعراض واغتيال ضحايا العبارة من جديد، هو عام الطرق الصوفية ومولد أبوحصيرة ولجنة السياسات والتغييرات الصحفية وشعبان عبدالرحيم وفيروس سى والسرد الجديد وقصيدة النثر، هو عام المنتخب الوطنى فى غانا والأهلى فى اليابان وفوز بنى عبيد على الزمالك، هو عام رحيل محمود درويش وكامل زهيرى وصلاح حافظ ومحمد الحسينى وعبدالوهاب المسيرى ورؤوف عباس وسامى خشبة وحامد العويضى، هو عام سينما الحواوشى والنضال منقطع النظير، هو عام البابا شنودة وجلد المصريين فى السعودية وتراجع الدراما المصرية واحتكار الوليد للمطربين المصريين لكى يتوقفوا عن الغناء، هو عام قتل التلاميذ وخصخصة التعليم والصحة والشواطئ والأرصفة، هو عام الخبز وأنفلونزا الطيور وبحة الصوت، هو عام مدينتى والعين السخنة ومرسى علم وبورت غالب، وأشكال التطبيع الجديدة والتمويل الأجنبى، هو عام التخلص من غزة لكى يعيش الاحتلال، هو عام أوباما وتوديع بوش بالحذاء هو عام الإخفاق فى بكين، هو عام أبوتريكة وعصام الحضرى وجوزيه هو عام اليونسكو وشارع المعز ويوسف عبدالرحمن وراندا الشامى، هو عام تصدير الغاز لإسرائيل «ببلاش» وارتفاع أسعار البنزين فى مصر، هو عام تآكل روح المقاومة والحديث عن برنامج الرئيس الانتخابى وبرنامج مصر النووى، هو عام الدويقة واتهام الضحايا بالتقصير، هو عام البيت بيتك والقاهرة اليوم والعاشرة مساء والمصرى اليوم وإذاعة «الإف إم» والكلام الذى يشبه الكلام، هو عام تجاوزات الشرطة والتوك توك وسيارات الهامر، هو عام عمرو زكى وأموال المعاشات ووفاة الحاج مدبولى، هو عام الفيس بوك والاغتيالات المعنوية وأفول نجم لجنة السياسات، هو عام هبة ونادين وعمال غزل المحلة ونقابة الضرائب العقارية ويوسف بطرس غالى، هو عام القرى الأكثر فقرا ومبنى الركاب رقم 3 وبؤس السكك الحديدية، هو عام الخوف من المستقبل وقلة الحيلة والغضب لأتفه سبب والحديث عن الزمن الجميل وانتهاء مدة صلاحية مهرجان المسرح التجريبى والقاهرة السينمائى، هو عام اغتيال المسرح المصرى وحرق مجلس الشورى وظهور الهليكوبتر فى سماء القاهرة، هو عام السحابة السوداء واكتشاف موهبة زاهى حواس كممثل كبير، هو عام عودة محمد هنيدى وانتصار أهالى القرصاية على سيراميكا كليوباترا، هو عام ازدهار الأدب المصرى الحديث بعيدا عن تليفزيون أنس الفقى وقنوات رجال الأعمال، هو عام تقديس الماضى واغتيال أشجار شارع مراد وتعذيب الحيوانات فى حديقتهم، هو عام تواطؤ النظام مع الإسلاميين لترويج حديد عز، هو عام الاستعداد لما هو أصعب وفتح البلد على «البهلى»، والضجيج الذى لا يعرف أحد مصدره، هو عام الآلام العريضة.. التى تسبب النظام فيها.. والتى جعلت الناس تكلم نفسها فى الشارع.. النظام الذى أشبعنا إنجازات وحرائق وبيعا وفسادا وقهرا.. وجعلنا نقف أمام عام جديد لا نعرف ماذا نقول!