أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام شلتوت

فضائيات "بريفت".. وغسيل أعمال فى اللاعبين

الأحد، 13 يوليو 2008 12:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قاتل الله الانتخابات الرياضية، التى كنا قبل عقد ونصف، نفخر بأنها الأفضل فى ساحة الانتخابات العامة بالمحروسة، وكان مصدر الفخر هو عدم تلوثها بالمنافع والأنا، وكانت تشبه الكرنفالات، يقبل عليها الجميع دون صراع أو نزاع. الآن لم يعد خافياً على أحد، كم الفساد فى الانتخابات، التى تشهد كل صنوف التآمر والدس من الدسيسة، بل وتعدت كل ذلك إلى منازلات رخيصة واتهامات غير عفيفة. الضرب تحت الحزام أصبح شعاراً واضحاً لكل المرشحين، لدرجة استعداء البشر على المنافسين والتحصن بسلاح "المال الأسود" اللى لا ينفع فى الانتخابات البيضاء بالطبع.

تلك الحالة المتهرئة، جعلت الشأن الانتخابى الرياضى يصل للحضيض، بعدما تحولت حفنة من أصحاب رؤوس الأموال تجاه تنمية ثرواتهم بكراسى الأندية خاصة الكبرى، منها مثل الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد. ولم ينج منها الأندية الصغيرة فى الأقاليم ولم لا ما هى كلها مصالح، فإذا جلست على كرسى الأندية الكبرى، ستكون على تماس مع كبار رجال الدولة من رتبة رئيس وزراء، وأنت نازل وانظر عزيزى القارئ فى الملف ستجد فوائد الانتفاع عظمى مع هذه الطبقة بالطبع، خاصة أنه تحت حماية جماهير عظمى.

وفى الأقاليم ستكون علاقتك مع المحافظ ومدير الأمن وبتوع التموين، وآهى كلها خدمات ومصالح، وإلا فليقل لنا قائل كيف يصرف رجل ولو جنيه واحد للفوز بمنصب تطوعى؟! آخر التقاليع هو اللعب فى سوق اللاعبين، بأرقام مبالغ فيها تشعرك بأننا فى السوق الكروية الأوروبية المشتركة، فى حين يفترض أن لاعبينا فى سوق "الكانتو" ــ والعياذ بالله ــ قياساً بحجم ما يدفع فيهم بالملايين.

صفقات عديدة تجاوزت رقم 4 ملايين جنيه ببساطة شديدة، فعلها الأهلى لأن الانتخابات مقبلة بعد عام، فاشترى حسين على من بتروجيت بـ4.5 مليون جنيه بعد أن كان قد تركه ببلاش، قبل كام سنة آى والله! واستورد المصرى القطرى المشترك حسين ياسر المحمدى، بقرابة 7 ملايين جنيه ودفع مقدماً فى "عبدربه" قرابة 13 مليون جنيه، وفى أحمد حسن 16 مليون جنيه، رغم أن الصقر المصرى حسن عائد للراحة فى الوطن!

فى الزمالك دفع "عباس الأبيض" فى أجوجو 18 مليون جنيه وفى هانى سعيد 7.5 مليون جنيه غير شوية فكة وحوالى 10 ملايين جنيه فى ثلاثة لاعبين من المقاولون! فى الإسماعيلى الوضع مختلف هناك طفرة خبيثة زى "الجمرة الخبيثة كده" فكل مرشح يدفع اشتراكات لأعضاء الجمعية العمومية، الذين لا يعرفون مقر ناديهم الدراويشى، بل ويحتاط بالمحافظين، الحالى منهم والسابق للفوز بصفقة رضا تغنيه خلال العملية الانتخابية الانتقامية، بالإضافة لشراء كام لاعب وفى نفس الوقت بيع لاعب مثل هانى سعيد بـ7.5 مليون وعبدربه بـ 19 مليون جنيه، ثم يتكلمون عن الصرف من جيوبهم يا أخى "......".

كل ما يحدث يمكن أن يدخل تحت بند "غسيل الأعمال"، اللى هو زى "غسيل الأموال"، بالضبط فكل المرشحين حتى الآن، لم يتقدموا بمشاريع تنموية استثمارية للجمعيات العمومية، وده طبعا شىء عادى، فكيف تستثمر أموال وشعار النادى، وأنت تبحث عن استثمار أعمالك وأموالك؟! ولعل ما وصل إليه الحال يشكل "ناقوس خطر" تلك الجملة المحذوفة من القاموس المصرى والمرفوعة نهائياً من الخدمة فى المحروسة، فحتى لو دق ناقوس الخطر فمن سيسمع، ثم ربما تجد نفسك متهماً فى قضية إزعاج، لأنك قمت "بدق الناقوس"، وسيقال لك وأنت مال أهلك بالخطر ولا حتى بالناقوس من أساسه.

نحتاج عناية الله لتوضيح الأمور للناخبين، عساهم أن يضعوا مصلحة الأندية أمام عيونهم لأنها الشىء الوحيد الباقى فى زحمة الانتخابات المزورة، فحتى الآن انتخابات الأندية يصعب تزويرها، وبما أن الصناديق صعبة، دخلوا على تزوير آراء البشر وتزييف كل الحقائق أمامهم. والبشر اللى هم الناخبين معذورين بسبب خطير ألا، وهو هذا الكم من الإعلام الخاص أو "البريفت" أو بلا خشية المؤجر مفروش للمرشحين، فالفضائيات أو تحديداً بعضها فتحت كل الأقمار الصناعية والأطباق، وربما الشوك والسكاكين أمام من يدفع من الأموال ما يكفى للحملات.

قناة دريم سبورت تقدم خدمة انتخابية لجبهة إسماعيل سليم، وقناة الحياة تقدم الخدمة نفسها لجبهة عباس الأبيض، وقناة مودرن باعت لشخصين فى نفس الوقت، أولهما عباس الذى اشترى تايم شير تمليك، والثانى المندوه الحسينى الذى تعاقد معهما بدفع مبلغ جزء منه رايح والباقى من الإيجار! طيب وإذا كان ده حال الإعلام والتنوير، فماذا يكون حال الناخب الذى يطالعه ممثلو تلك الفضائيات بالبث على موجة المرشح صاحب الحقوق الدعائية، ليظل الأخ يحشو عقول الناخبين بجدوى صاحب المال، وكأنه ضمن العقائد والأيديولوجيات والكلام الكبير ده.

يعنى ببساطة ولا مؤاخذة الناس مش عارفة إن دى كلها عمليات تجارية لتجميل أصحاب المصالح، لأنهم يحملون فى عقولهم الباطنة صورة الإعلام صاحب الضمير الذى كان يجب أن يساهم فى تشكيل وجدان الأمة، طيب إبقى قابلنى إن شاء الله فى وقت آخر، أو بعد الفاصل ولا أقولك: لله الأمر من قبل ومن بعد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة