قصائد الانكسار والهزيمة بديوان أشرف يوسف

الأحد، 19 أكتوبر 2008 12:23 م
قصائد الانكسار والهزيمة بديوان أشرف يوسف الديوان الرابع للشاعر أشرف يوسف "حصيلتى اليوم قبلة"
هشام الصباحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القُبلة هى كل ما حصل عليه الشاعر طوال اليوم، إنه الاحتفاء شعراً بهذه القبلة التى لم ينشغل بتحدد ماهيتها أو شكلها أو حتى مصدرها, فهل هى قبلة من حبيبة وعاشقة أم من أُم يرسل إليها التلغرافات الشعرية أم من أب لا يعرف أن يعد لنفسه كُوبا من الشاى, مصدر هذه القبلة ليس محدداً ويبدو أيضاً أنه كان غير مهم لدى الشاعر.

يعبر أشرف يوسف عن فشله وفشلنا فى تحصيل أشياء مادية تساعدنا فى مواصلة البقاء على قيد الحياة كالطعام والشراب ومن رحم هذه الهزيمة كان لابد من البحث عن انتصارات أخرى كانت فى حالة أشرف هى "القبلة" بمفهومها العام والشاسع بما لها من دلالة على الانفتاح على الفضاء الإنسانى.
من هنا جاء ديوان "حصيلتى اليوم قبلة" الذى كتبت قصائده مابين مارس 2003 وأكتوبر 2006.

الديوان هو الرابع للشاعر أشرف يوسف المولود فى 24 مايو 1970، صدر فى القاهرة عام 2008 عن دار شرقيات، حيث أصدر من قبل ثلاث مجموعات شعرية هى "ليلة 30 فبراير "قصائد منسوخة" عن سلسلة أدب الجماهير بالمنصورة عام 1995، "عبور سحابة بين مدينتين"، عن سلسلة أدب 21 بالمنصورة عام 1997، "يعمل منادياً للأرواح" طبعة أولى عن دار شرقيات بالقاهرة عام 2002 وطبعة إلكترونية عن موقع جهة الشعر عام 2005.

يبدأ ديوان "حصيلتى اليوم قبلة" وينتهى بين ضفتى الأسرة حيث الأُم فى البداية بقصيدة تأخذ عنوان تلغراف إلى الأم, والأب فى النهاية بقصيدة بعنوان "أبى" ربما أراد الشاعر أن ينحى بقصيدة النثر إلى منحى جديد وهو خلق ذات أكبر من ذاته الشخصية تمثل الذات الأكبر نسبياً ويمكن تسميتها" الذات الأسرية"، حيث لعبت الأم المفصل الأساسى فى القصيدتين باعتبارها الرابط السرى والعلنى معاً بين الشاعر وأبيه على مستويات متعددة حياتية وإنسانية.

وبهذا يجعل الشاعر من قصيدة النثر التى لا تعترف بوجود أب لها وسيلة للتصالح مع الأب وسلطته التى ظلت تُقاوم فى قصيدة النثر من التسعينيات وفى حياة الشاعر من السبعينيات ربما تكون حكمة المنتصر الذى يرى العالم من حوله دون توتر ودون رفض كامل لكل التابوهات التى يعرفها ولا يعرفها.

معركة الشاعر
إن معركة الشاعر مع العالم والوجود وإزاء كل ما يحدث معه وحوله كانت القبلة التى جاءت فى عنوان الديوان دون أن تكون عنواناً لقصيدة فى الديوان وكأنه يقول إن ما يحدث داخل الديوان والعالم معاً ما يخصه هو هذه القبلة التى كانت حصيلة اليوم، ويعترف أمام العالم والجمع الافتراضى من المريدين الذى هو غير موجود إلا فى فضاء الشعر ومخيلة القارئ الذى يتعامل مع ديوانه.

التكوين الريفى
إن مسالة التكوين الريفى كانت واضحة ومتجلية فى الديوان حتى أنها تعلن عن كونها محكاً أساسياً فى ديوان أشرف يوسف، حيث يقول فى قصيدة "تلغراف" ص9" لأنى مازلت ريفياً,لى فأس وعلى ذراعى أن تحملها".
وفى ص 33 يقول:
"قروى ومعتاد على أقنعة كثيرة,
"ليُسلى نفسه
صنع للطيور أقفاصاً
وللحب بيتاً بدلاً من ساحة للرقص"

وهكذا يظل البيت هو أولوية الفلاح .. الريفى وليست ساحة الرقص كانت رسائل الشيخ مجموعة القصائد التى تتصالح مع الآخر وتنصت إليه وتنفتح على الكل دون تميز عنصرى أو دينى أو طبقى وكانت تعبيراً جيداً عن قصيدة مارقة من أسر المرجعيات إلى فضاء الإنسانية الأكثر شفافية ووسعاً واحتواء للجميع حيث يقول فى ص 61:
"اعتدل ظهرى فجأة
واختطف قلبى شيخ وجدته يوشوش إلى جانبى
"أقبل ولا تخف...
إننى لا أكره أحداً"..








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة