علاء عبد الهادى

مطلوب 60 مليار جنيه لمستقبل مصر!

الخميس، 16 أكتوبر 2008 05:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبقى إصلاح التعليم فى رأيى هو نقطة الانطلاق الحقيقية لمستقبل مختلف لهذه الأمة التى تاهت بوصلتها، وغرقت فى دوامات متكررة من العجز والفشل فى كل مناحى الحياة، وانتهى الحال بأهلها يجرون ليل نهار وراء لقمة العيش ووراء حد أدنى من حياة كريمة، يعجزون فى كثير من الأحيان عن تحقيقه.

ولا يزال التعليم عند أى مصرى قضية عمر، يجوع، ويعلم أبناءه، وتبيع أية سيدة ذهبها، الذى تعتز به راضية مرضية، من أجل دروس الثانوية العامة للولد أو للبنت؟! ولكن ما هو المردود سواء على مستوى البلد، باعتبار أن هؤلاء هم الثروة الحقيقية لمصر، أو على مستوى هؤلاء الذين تنتظر منهم أسرهم الكثير بعد التخرج، فيكتشفون أنهم اشتروا الوهم، مجرد شهادات لا قيمة لها فى سوق العمل الحقيقى، فى مصر وفى البلاد العربية.
منظمة اليونسكو تقول إنه لا يتوقع لأية دولة نامية أن تتقدم، إلا إذا خصص للتعليم 6% من الموازنة العامة، والناتج المحلى الإجمالى سوف يصل فى عام 2009 إلى تريليون جنيه، لذلك وبحسبة بسيطة لو خصصت الحكومة 6% من هذا الرقم للتعليم، أى حوالى 60 مليار جنيه، لتغير وجه التعليم فى مصر.

تعتبر الدروس الخصوصية أحد الدمامل التى تفشت فى جسد التعليم فى مصر فى الخمسين عاماً الأخيرة، وأصبحنا أمام واقع مرير يحتاج إلى مصارحة مع النفس إذا أردنا العلاج، بعيداً عن الاستغلال السياسى. هذا الواقع يقول إن الحكومة تفتح المدارس التابعة لها لا لشئ إلا ليلتقى فيها المدرسون بالتلاميذ والطلاب باعتبارهم المستهلكين المحتملين الذين سيقابلونهم بعد الظهر، وربما أثناء اليوم الدراسى". وأصبحنا أمام سوق موازية تقوم بدور ناتج عن فشل النظام التعليمى الحكومى.

د. عبد الخالق فاروق أحد المهتمين بقضية التعليم فى مصر ألف كتاباً رائعاً عنوانه "كم ينفق المصريون على التعليم؟ صدر مؤخراً عن دار العين للنشر، الكتاب كله حقائق صادمة لا تقبل الجدال، ويعتبر أول محاولة علمية للإجابة على هذا التساؤل. وفى محاولته لبحث ظاهرة الدروس الخصوصية، أخذ 420 مفردة عشوائية من مناطق مختلفة لأن سعر الحصة فى القرية يختلف عنه فى المدينة، ويختلف فى جاردن سيتى عنه فى بولاق أبو العلا.

ووضع د. فاروق ثلاثة تقديرات مختلفة لما تنفقه الأسرة المصرية على تعليم أبنائها، فوجد أنها تتراوح بين 17.7 مليار جنيه و21.1 مليار جنيه و32.4 مليار جنيه، وإذا أضفنا تكاليف الانتقالات ومصاريف الجيب ووجبة الإفطار ومصاريف المدارس الخاصة إلى التكلفة، فإنها ستتراوح بين 19.2 مليار جنيه و 37 مليار جنيه و26 مليار جنيه.

د. نادر الفرجانى الذى شهد الندوة الجميلة التى نظمتها الناشرة النشيطة فاطمة البودى قال كلاماً بسيطاً، لكنه بمثابة وضع للنقاط فوق الحروف، قال إن أهمية التعليم لا تحتاج إلى تقرير.. فالمجتمع لن يتقدم إلا بتعليم جيد، وقال إن الأسر المصرية تنفق على التعليم 54 مليار جنيه، وهو ضعف المبلغ الذى تنفقه الحكومة.. نحن إذن أمام حالة انفصام: الحكومة من جهة تتحدث عن أرقام وتصريحات يغلب عليها الطابع الاحتفالى، وبين واقع مر غرق فيه الجميع فى دوامة تهدد مستقبل الأمة سواء فى التعليم الخاص أو الحكومى. الرجل قال كلمته، فهل هناك من سيقرأ، ويعيد التفكير على أسس علمية، أم ماذا؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة